تحاول السينما البحرينية الاهتمام بالواقع وبالموضوع الذي له علاقة بالتحولات التي يعرفها العالم العربي عموما والمنطقة الخليجية على وجه الخصوص."المساء" إلتقت على هامش فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الثالثة بالمخرج البحريني صاحب الفيلم القصير "البشارة" وكانت هذه الدردشة. - ما هو حال السينما البحرينية؟ * نحن في البحرين نحاول أن نتعلم من التجارب المصرية والسورية التي نعتبرها رائدة جدا في هذا المجال وهذا امر واقع لا يمكن لأحد أن ينكره لذلك فإن ما نقوم به هو مجرد محاولات وتجارب فردية نحاول أن نقوم بها قصد فرض ذواتنا، حيث لا يتعدى انتاجنا السنوي 15 فيلما قصيرا أما عدد الافلام الطويلة فلا يمكن أن ننتج أكثر من فيلم في السنة أو السنتين وهو ما يجعلنا نقول ونؤكد بأننا في طور المخاض والمهد في البحرين وحتى مختلف دول الخليج. - ولكن ماهي أهم أسباب هذا الأمر؟ * أنتم في الجزائر تملكون العديد من قاعات السينما في المدينة الواحدة حتى أنني سمعت أنه يوجد في العاصمة وحدها أكثر من 15 قاعة سينما وبوهران يوجد بها 5 قاعات، أما في البحرين فلا توجد فيها ولا قاعة سينما واحدة، نعم لا يوجد أي قاعة في البحرين زيادة على أن الجمهور في البحرين يفضل اللجوء الى التلفزيون والفيديو والانزواء لوحده وبذلك لم يعط للسينما قميتها ولا أهميتها. - وكيف ترى مهرجان وهران للفيلم العربي الذي تحضره لأول مرة.؟ * اعتقد أن المهرجان هو فرصة فريدة للتعارف والاحتكاك بين مختلف المخرجين والمنتجين وكذلك الفنانين والنقاد والصحفيين أما عن اعمالي فقد حصلت بفيلم البشارة على جائزة في مهرجان جرت وقائعه بالمغرب، كما أنني شاركت بفيلم "غياب" ب 19 دولة ونلت به عشر جوائز وهو الامر الذي حفّزني للعمل أكثر والاتجاه نحو العمل السينمائي. - بهذه المناسبة ماذا تقول للجمهور الجزائري الذي تابع عملك بوهران؟ * اقول لهذا الجمهور الذي ابهرني بحميميته وطلاقته بأنه جمهور من ذهب فهو عظيم في معاملاته وعلاقاته وصادق في مناجاته ونقاشاته وقوي بإرادته وصراحته ومتواضع في ترحابه بنا وبغيرنا، فشكرا لهذا الجمهور الذي اعتز به وأكنّ له كل الاحترام. - وماذا عن واقع السينما العربية؟ * اعتقد أن أساس السينما العربية هي مصر ثم سوريا التي بدأت تتألق بنجومها وأعمالها ومن ثم فنحن في البحرين واعتقد أن هذا شعور كل الفنانين العرب في أن السينما المصرية هي اساس كل الاعمال ومنطلق كل الورشات السينمائية الناجحة كونها المصدر والمرجع كما أن الذي شد ولفت انتباهي هو الموضوعات الهادفة للسينما الفلسطينية التي اصبحت تعالج الموضوع بكل احترافية وواقعية. - وماهو انطباعك الاخير وأنت تغادر وهران. * انطباعي أنني نادرا ما أشاهد اهتمام الجمهور بواقع السينما بالشكل الذي رأيته في وهران رغم سفرياتي الكثيرة لعدة بلدان عربية إلا أن ما لاحظته من حميمية في اتصال الجمهور الوهراني بأبطال ونجوم الافلام العربية المعروضة ابهرني وأعجبني أكثر مما تتوقع. - إذن انت تغادر الجزائر ويدك على قلبك ؟ * أنا اغادر بجسدي لكن روحي معلقة بأمل العودة في الصيف القادم بعمل جديد أتمنى أن يعجب الجمهور الذي لن تغادر ذكراه قلبي أبدا. - شكرا على هذه الجلسة الحميمية. * صدقني إن لقاءاتي مع الجزائريين كلهم من عامتهم الى خاصتهم ابهرتني وأدخلت السرور الى قلبي لأن معدنكم صادق لا يعرف النفاق ولا الخداع. - شكرا على هذا الكلام الجميل والمجاملات اللطيفة؟ * هي الحقيقة والواقع ولا اثر للمجاملات فيها تماما فشكرا من صميم القلب والفؤاد .