يواصل الاحتلال الصهيوني، الذي لا يعرف عنه غير البشاعة والتلذذ في تعذيب ضحاياه من ابناء الشعب الفلسطيني وقتلهم بكل برودة دم، إبادته الجماعية ومجازره المروعة في قطاع غزة باستخدام كل الطرق والوسائل المحظورة والمحرمة والتي تحط من الكرامة الإنسانية وتنتهك في وضح النهار كل مبادئ القانون الدولي وكل الشرائع الدينية والدنيوية. رغم كل الجرائم التي اقترفها الكيان الصهيوني، فقد عجز عن قتل عزيمة الفلسطينيين وكسر صمودهم من خلال خطة الانتقامية الواضحة التي ينتهجها من أجل ابادة جماعية للفلسطينيين من خلال تجويعهم وقصف منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم بشتى أنواع الأسلحة، حيث تخطت فيه حصيلة الضحايا بعد 107 يوم من هذا العدوان عتبة 25 الف شهيد وقرابة 63 ألف جريح غالبتهم العظمى من الأطفال والنساء بتأكيد الاممالمتحدة وكل منظماتها ووكالاتها الانسانية والحقوقية. وتبدو هذه الخطة ناجحة حتى الآن عندما لا يجد الطفل الرضيع ما يشربه من الحليب وعندما يعجز الأب المغلوب على أمره عن توفير لقمة عيش أبناءه وعندما تجد الأم النازحة نفسها غير قادرة على تحضير وجبة غذاء بسيطة تسد بها رمق أطفالها الجياع. وهي كارثة انسانية غير مسبوقة في غزة توثقها على مدار 107 يوم المشاهد القاسية والمحزنة التي تنقلها وسائل الاعلام وتعج بها مختلف مواقع التواصل الاجتماعي عن معاناة ومآسي السكان من دون أن يكون لهذا العالم موقف صارم قادر على وقف آلة التقتيل والدمار الصهيونية في القطاع المنكوب. ويبقى أقل شيء هو التنديد والاستنكار لما تقترفه اسرائيل من اعدامات في حق الفلسطينيين وصفها الامين العام الاممي، انطونيو غوتيريس، امس ب«المفجعة" ووصف اعتراض سبيل إقامة دولة للشعب الفلسطيني، بأنه غير مقبول. وقال الأمين العام للأمم المتحدة في افتتاح قمة مجموعة الدول 77 زائد الصين في العاصمة الأوغندية كمبالا، أن العمليات العسكرية الصهيونية على قطاع غزة خلفت دمارا شاملا وقتلت مدنيين على نطاق غير مسبوق خلال فترة عمله أمينا عاما للأمم المتحدة. وأضاف أن "هذا أمر مفجع وغير مقبول على الإطلاق"، داعيا إلى بذل كل الجهود لإنهاء العدوان الصهيوني ومنع تأججه في جميع أنحاء المنطقة. يأتي ذلك في الوقت الذي اكد فيه المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، الرائد محمود بصل، أن الطواقم في القطاع فقدت 70% من قدراتها على مستوى المعدات والأفراد، مشيرا الى أن طواقمه عاجزة عن انقاذ الضحايا من تحت الانقاض بسبب نقص الإمكانيات. وقال "نعمل الآن بنحو 30% من قدراتنا ومن الممكن أن تتوقف خدماتنا في غزة والشمال في أي لحظة بسبب نقص المستلزمات وشح الوقود الذي من الممكن أن ينفد بشكل كامل خلال الساعات القادمة". وأشار إلى أنه في كل عملية استهداف تترك طواقم الدفاع عددا من الشهداء تحت الأنقاض بسبب عدم توفر الإمكانيات اللازمة لإخراجهم لذلك "نقدر عدد الضحايا تحت الأنقاض بالمئات وربما الآلاف". واستشهد وأصيب أمس عشرات المواطنين الفلسطينيين جراء تواصل قصف طائرات الاحتلال ومدفعيته لليوم 107 لعدة مناطق في قطاع غزة من حي الزيتون ومدينة غزة شمالا إلى حي المنارة في خان يونس جنوبا مرورا بمخيم الشاطئ غربا. بالتزامن مع ذلك أفاد نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين امس بارتفاع عدد الاسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ السابع اكتوبر الماضي في الضفة الغربية الى أكثر من 6170 فلسطيني. وتتوزع عمليات الاعتقال على محافظات جنين ونابلس ورام الله والخليل والقدس ترافقها تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرح وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.