تتوقع جنوب إفريقيا أن تصدر محكمة العدل الدولية غدا قرارا بشأن اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة المستمر منذ أربعة أشهر والذي خلف إلى جانب حالة الدمار والخارب الهائلين والكوارث المتعددة الانسانية والصحية والبيئة، حصيلة ضحايا جد دامية تخطت 25 ألف شهيد و36 ألف جريح. حسب موقع "نيوز 24" الإخباري الجنوب إفريقي، فقد وصل وفد حكومي إلى لاهاي توقعا لصدور الحكم في الدعوى القضائية التي رفعتها بريتوريا لدى محكمة العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني بتهمة ارتكابه إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. ورغم أن متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية قال إنه ليس على دراية بالأمر ويتحقق منه، أكدت هيئة البث الإسرائيلية الخبر بالقول إن "محكمة العدل الدولية في لاهاي ستبت في قضية اتهام جنوب إفريقيا لإسرائيل يوم الجمعة". وطلبت جنوب إفريقيا من محكمة العدل الدولية أن تصدر أمرا بوقف عاجل للحملة العسكرية الصهيونية المدمرة في قطاع غزة، متهمة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية يشاهدها العالم يوميا على المباشر منذ السابع أكتوبر الماضي. وبحسب خبراء القانون فإن محكمة العدل الدولية لن تتطرق في الحكم الأولي في الدعوى للمسألة الرئيسية المتعلقة بما إذا كانت إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، لكنها ستنظر فحسب في إمكانية اتخاذ إجراءات عاجلة محتملة لحين نظر المحكمة في القضية بشكل كامل في عملية يقول هؤلاء إنها عادة ما تستغرق سنوات. وعقدت محكمة لاهاي في 11 من جانفي الجاري في سابقة هي الأولى في تاريخ الكيان الصهيوني جلسة استماع عامة بشأن دعوى جنوب إفريقيا ضد الكيان المحتل بشأن الإبادة الجماعية في غزة، حيث حاول قادة الاحتلال من سياسيين وعسكريين التقليل من أهميتها وعدم الاكتراث لها رغم أنها في الحقيقة تشكل صفعة قوية لهذا الكيان الذي وضع نفسه "دولة فوق القانون" لكنه وجد نفسه لأول مرة تحت سيف العدالة الدولية. ويشكل طلب جنوب إفريقيا الذي انظمت إليه كل من ماليزيا وتركيا ودعمته دول أخرى منها الجزائر والبنغلادش، وثيقة مكونة من 84 صفحة تمت صياغتها بدقة من خبراء دوليين في مجال الإبادة الجماعية، حيث رصد موقع أمريكي ضعف حجة الاحتلال ووصف أداء جنوب افريقيا امام محكمة لاهاي بالقوي. وتعبر الوثيقة مليئة بالأدلة الداعمة بعناية من الناحية القانونية وتقدّم حججا دامغة مع حقائق وحشية صعبة. كما توضح الوثيقة أن نية إسرائيل وسياستها وأفعالها، كما عبرت عنها تصريحات أصحاب أعلى منصب سياسي في الكيان الصهيوني وأفعال وسلوك جنودها، هي إبادة جماعية موجهة ضد الفلسطينيين في غزة كمجموعة. وتحتوي على عدد كبير من الأدلة على أعمال الإبادة الجماعية المتعمدة إلى سبع فئات رئيسية تتعلق بحجم القتل الذي تجاوز حتى الآن 25 ألف شهيد 70% منهم نساء وأطفال وبالمعاملة القاسية واللاإنسانية لأعداد كبيرة من المدنيين والحرمان من الوصول إلى الغذاء والماء وترك 13 مستشفى فقط من أصل 36 تعمل جزئيًا، تعبيرا عن نية الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني من قبل الإسرائيليين.