صدرت لعديلة كاتيا رواية ثانية تحت عنوان"في ظل عينيك"عن دار منشورات ألفا، وهذا بعد روايتها الأولى "الرجل العجوز والجميلة". وتحكي رواية "في ظل عينيك"التي تعد العدد الأول في مجموعة "سيتال" لمنشورات ألفا، قصة بسمة شابة من عائلة من الطبقة الوسطى تتكون من أب وأم وأخوين أكبر منها، تتحصل على شهادة البكالوريا وتلتحق بالجامعة وتتخرج بشهادة خبيرة محاسبة ومن ثم تتحول إلى عالم الشغل، فهل هي حقا مواطنة محظوظة؟ تواصل بسمة مسيرتها العملية بنجاح وفي السياق ذاته تلتقي بشاب محترم اسمه إيدير فتكتمل بذلك سعادة بسمة،لا،لا يجب أن نتسرع في الحكم على نهج سعادة بسمة، ألا يقال إن السعادة عندما تمس كل جوانب الحياة، يبدأ الخوف من المستقبل؟. وهكذا تتغير حياة بسمة منذ أول يوم ترقت فيه في العمل وبالضبط منذ أن أصبح لديها مسؤول اسمه سليم يتحرش بها جنسيا، فماذا كانت ردة فعل بسمة؟صحيح أنها واجهت رب عملها إلا أنها لم تفصح عما يحدث لها لأي فرد من عائلتها كما أنها لم تتخذ من نصيحة المحامية حينما طلبت منها أن تكتب تقريرا عن معاملة سليم لها وترسله إلى المدير العام للشركة. وتواصلت متاعب بسمة الرقيقة التي أثرت على حياتها الشخصية والعائلية، وأثناء ذلك تكشف بسمة ألاعيب سليم في العمل فتصمم على كتابة تقارير عما يقوم بفعله، وترسلها إلى الإدارة العامة للشركة لكن لا تتلقى أي رد ولا حتى فتح تحقيق في القضية، وتواصل عملها في جو مشحون ومختنق. وفي أحد الأيام، تصاب بأزمة صحية ناتجة حالة عن القلق الذي تعيشه منذ مدة وتكتشف عائلتها المضايقات التي تتعرض لها لكن من دون أن تدرك حجم هذه المضايقات ولا حتى نوعها، ويتواصل جحيم بسمة بل يتضاعف إلى درجة أنها تتعرض إلى الخنق من طرف مسؤولها المباشر سليم، وهنا تتدخل العائلة بقوة وتنسحب بسمة من العمل وتحاول أن تبدأ حياة جديدة ولكن هل تستطيع؟ هل تأخرت ردة فعل بسمة عن التحرش الجنسي الذي تعرضت له؟ أكيد فها هي تتعرض إلى نوبات خوف شديدة حتى وإن غيرت موقع عملها وخطبت لصديقها إيدير ومن ثم تزوجت،حتى أنها أصبحت تأخذ حبوبا مهدئة، ويأتي اليوم الذي تحبل فيه بسمة والذي تتلقى فيه أيضا دعوة قضائية بسبب ألاعيب سليم ،نعم لقد حقق رب عملها السابق وعيده في أن يسقطا معا في حال أن تعرض لمتابعة قضائية. كيف كانت نهاية حكاية بسمة؟ لم تحددها الكاتبة عديلة كاتيا، التي أرادت من خلال روايتها أن تؤكد على خطورة التحرش الجنسي وبالأخص خطورة التكتم عن هذه الآفة التي تتزايد في مجتمعاتنا خوفا من نظرة الغير فتتحول الضحية إلى متهم وتعيش في سجن جلادها ربما إلى الأبد. يشار أن الرواية جاءت في أسلوب بسيط وأحيانا ساذج يحكي باسترسال قصة امرأة توفرت لها الظروف لكي تكون سعيدة ولكنها وبحكم خوفها من حديث الناس عنها لم تواجه كما يجب التحرش الجنسي الذي كانت تتعرض له في مقر عملها، بالمقابل اختتمت عديلة روايتها بنصيحة حول مواجهة التحرش الجنسي وأطفت بذلك جاذبية الرواية في الأسلوب غير المباشر وكأنها كتبت مقالا أو تحقيقا خرجت به بنتيجة وكان من الأجدر أن تترك القارئ يخرج باستنتاجه الخاص.