استشهد عدد من المواطنين الفلسطينيين وأصيب آخرون أمس، خلال غارات الاحتلال الصهيوني المتواصلة على مناطق متفرقة في قطاع غزّة لليوم ال 148 على التوالي، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا إلى أكثر من 30 ألف شهيد وما لا يقل عن 71 ألف جريح منذ السابع أكتوبر الماضي. أعلنت وزارة الصحة في غزّة، ارتكاب جيش الاحتلال لعشر مجازر ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزّة راح ضحيتها 92 شهيدا و156 جريح، مشيرة إلى بقاء عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال كعادته وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم لإسعافهم وانتشالهم. ومن بين هذه المجازر تلك التي راح ضحيتها 11 مواطنا وأصيب حوالي 50 آخرون من بينهم أطفال نتيجة استهداف قوات الاحتلال لخيام النازحين وتجمع للمواطنين بجوار بوابة مستشفى الإماراتي للولادة بتل السلطان برفح. وقالت وزارة الصحة في غزّة، إن من بين الضحايا المسعف عبد الفتاح أبو مرعي، الذي استشهد وهو على رأس عمله داخل المستشفى الإماراتي. من جهتها أفادت تقارير إعلامية، بأن طيران الاحتلال شن سلسلة من الغارات استهدفت منازل المواطنين في أحياء الزيتون وتل الهوى والصبرة والدرج بمدينة غزّة، بما أسفر عن ارتقاء عشرة شهداء على الأقل وإصابة العشرات. وأضافت أن مدفعية الاحتلال أطلقت أكثر من ست قذائف صوب منازل المواطنين في تل الهوى بما أدى إلى إصابة خمسة مواطنين بجروح مختلفة. ونفس المشهد عاشته بيت حانون الواقعة إلى شمال القطاع غزّة، حيث استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب سبعة 7 آخرون في قصف مدفعي استهدف مجموعة من المواطنين أثناء محاولتهم التقاط بعض الأعشاب لسد جوعهم. واستشهد مواطنان وأصيب 15 آخرون بجروح من بينهم أطفال جراء قصف الاحتلال المدفعي على المناطق الوسطى والشرقية بمدينة خان يونس جنوب القطاع، كما استشهد شاب وأصيب أربعة آخرون في قصف قوات الاحتلال مجموعة مواطنين في الحي "الياباني" غرب المدينة. وفي رفح، قصفت طائرة مسيرة صهيونية مركبة مدنية في حي الشابورة بما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخر وجرى نقلهم إلى المستشفى الكويتي. وإلى جانب القصف يبقى سكان القطاع يعانون من مآس متعددة، حيث كشف الصحفي الفلسطيني، عماد زقوت، الموجود في مناطق شمال قطاع غزّة أمس، تفاصيل أزمة الشح المائي في ظل أوضاع عصيبة يعيشها الفلسطينيون في شمال غزّة، في ظل استمرار القصف الصهيوني من جهة وتعمق المجاعة من جهة أخرى وسط تفشي الأمراض والأوبئة. وقال الزقوت، في تصريحات صحفية أمس، إن الوضع في شمال غزّة صعب جدا على كل المستويات، مشيرا إلى أن تدمير الاحتلال لما يقارب من ثلثي آبار المياه منذ بدء عدوانه الجائر، وإن ما تبقى من آبار بحاجة إلى الوقود حتى يتم ضخ المياه للناس. وأوضح الصحافي الفلسطيني، أن كمية الوقود المتوفرة لا تكفي حتى نهاية الأسبوع الجاري، حيث سيتم اعتماد نظام ضخ المياه لمرة واحدة في هذا الأسبوع، قبل أن تتوقف العملية نهائيا بداية الأسبوع القادم بسبب نفاذ الوقود، محذّرا من أن ذلك سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة. بالتزامن مع ذلك حذّر منسق أطباء بلا حدود في غزّة، كريستوف غارنييه، من أن الناس إذا لم يقتلوا في غزّة بالقنابل فإنهم يعانون الحرمان من الغذاء والمياه ويموتون بسبب نقص الرعاية الطبية، وقال إن "المروع حقا في غزّة هو الغياب الصارخ للمساحة الإنسانية ونقص الإمدادات"، مضيفا أن "توفير المساعدات لغزّة شبه مستحيل بسبب حصار اسرائيل وتجاهلها لحماية البعثات الإنسانية ومنع الناس من الوصول للمساعدات.