اكتسب فيصل كركوش بإذاعة البهجة شهرة واسعة في أوساط الشباب لقدرته على إثارة المواضيع والتغلغل إلى وجدان أكبر شريحة من مجتمعنا، مستعملا في كل ذلك أسلوب الاقناع بالتي هي أحسن، صاحب "قصة وقصيد" يتحدث ل"المساء" عن هذه المسيرة الاثيرية الناجحة. - كيف كانت بداية تعاملك مع الميكروفون؟ * البداية كانت جد عادية، فبعد إتمام دراستي في الفنون الدرامية، التحقت بالعمل الإذاعي من خلال اذاعة البهجة المحلية، كان ذلك منذ 10 سنوات كصحفي منشط، وأنا الآن منتج ومنشط حصة "قصة وقصيد" التي تعرف انتشارا واسعا خاصة بالعاصمة بفضل المجهودات المبذولة ليس من طرفي وحدي، ولكن حتى من طرف طاقم الحصة الذي يقاسمني العمل ليظهر إبداعنا متكاملا، واجتهدت في البحث عن مشاغل واهتمامات المستمعين وإيجاد حلول لها وطرحها بطرق فنية، مستغلا في ذلك موهبتي الشعرية التي وظفتها لخدمة موضوع الحصة، أو بالأحرى القضية التي يتم طرحها مع المستمعين وكانت تجربة رائدة وناجحة. - كيف اكتشفت موهبتك الشعرية؟ * لم أكن مقتنعا تماما بأنني شاعر، لقد كان الشعر عندي تلقائية، بمعنى أنني أكتب خواطر كلما هزني موضوع أو مشهد، أو لأعبر عن أحاسيس ما، لكن سرعان ما تحولت هذه الموهبة إلى ممارسة تبحث عن الاحترافية، كان هذا بفضل تشجيع أصدقائي وأهلي. - هل مواضيع أشعارك تستمدها من حصتك الإذاعية؟ * جل المواضيع التي كتبتها وتناولتها في قصائدي كانت من المعاناة والقصص التي عاشها المستمعون، والذين اتصلوا بي لإثارتها على المباشر، وبالتالي ونتيجة تأثري واقتناعي بها أترجمها إلى قصائد، علما أن أغلبها يحمل طابعا عاطفيا أو اجتماعيا، كتبت مثلا قصيدة "الحجاب" و"المخدرات" و"اليتيم" وغيرها. - ماهي المواضيع التي هزت وجدانك ولم تستطع ذاكرتك أن تتخلص منها؟ * كل المواضيع والقصص التي طرحت تأثرت بها، تماما كما تأثر بها المستمع، فمثلا لا استطيع أن أنسى موضوع "اليتيم" في إحدى الحصص والتي اكتشفنا فيها قصة مؤلمة هي قصة أسرة توفى والدها فرمي بها إلى الشارع لتعيش الأم والأطفال الصغار حياة البؤس والتشرد، ورغم ذلك لم ينحرف الصغار، ومؤخرا تحصل أكبرهم على شهادة التعليم الابتدائي رغم الجوع والتشرد. - قصيدتك عن الأب حققت شهرة واسعة، فهل هي معاناة شخصية؟ * جزء منها له علاقة بحياتي الأسرية على الرغم من أن والدي على قيد الحياة أطال الله في عمريهما، كتبتها لأن والدي غاب عنا بعض الوقت، أحسسنا بغيابه وبالفراغ الذي تركه، وفكرت حينها في هؤلاء الذين حرموا من نعمة الوالدين، لكنني أيضا فكرت في الذين يجحدون هذه النعمة ويسيئون إلى آبائهم، وربما سولت لهم أنفسهم أن يرموا بمن وهبوهم الحياة في مراكز العجزة. - هل تتابع مدى انتشار حصتك من خلال عملية سبر الاراء مثلا؟ * من خلال عملية سبر آراء عن الحصة جرت بالإذاعة تحصلت الحصة على 70 إلى 93 بالمائة من مجموع المستمعين المقدرين حسب عينة تضم 600 شخص. - هل يحفزك هذا النجاح على الاستمرار؟ * أكيد، كما أني أحس بنوع من الرضى عن نفسي عندما أساهم في مد يد العون إلى أبناء وطني، وأشاركهم مشاكلهم وأحلامهم، وأحاول أن أكون سببا في راحتهم وخروجهم من أي نفق مظلم. - ماهي طموحاتك؟ * أطمح أن تصبح حصتي وطنية تتعدى حدود العاصمة، فهناك الكثير من المشاكل والاهتمامات في مدننا الداخلية وفي أريافنا. - ماهي كلمتك الأخيرة لجمهورك؟ * أحييه من خلال هذا اللقاء وأتمنى أن يبقى وفيا لحصة "قصة وقصيد" التي هي منه وإليه.