ظلت فرقة كراكلا اللبنانية وفية لمواعيدها الفنية في الجزائر، حيث امتعت الجمهور بامتياز وكسبت اعجابه ومكانة في وجدانه لم تستطع فرقة اخرى أن تأخذها. علاقة حميمية تلك التي تربط الجمهور الجزائري بكراكلا لذلك يحرص على متابعتها في كل عروضها ولا فرق في ذلك بين الجمهور العادي وجمهور الرسميين والمسؤولين فالكل يطلب المتعة والاستفادة من الرسائل الراقية التي تعكس الواقع العربي علاقة فرقة كراكلا بالجزائر متميزة فقد فضلت لمدة سنوات طويلة التعامل مع المخرج الجزائري بشير بلحاج الذي أخرج أغلب اعمالها التلفزيونية، المعروضة في الوطن العربي وساهم بمجهوده وخبرته في الاخراج التلفزيوني في نجاح وانتشار اعمالها. تعززت الروابط أكثر بالتكريم الذي خص به رئيس الفرقة عبد الحليم كراكلا بوسام استحقاق سلمه له رئيس الجمهورية منذ سنوات قليلة، علما أن رئيس الفرقة ساهم في انجاز أوبيرا عن الثورة التحريرية بمناسبة الفاتح نوفمبر، كما استلهمت هذه الفرقة من التراث الجزائري واستغلت بعض المقاطع الغنائية الجزائرية في عروضها الضخمة. من أهم العروض الناجحة جدا عند الجمهور الجزائري نجد مثلا مسرحية "ملوك الطوائف" التي عرضت بالجزائر سنة 2000 أثناء الاحتفال بألفية الجزائر وقد صور هذا العرض الصراع الطائفي والانقسام العربي من خلال تاريخ ملوك الطوائف في الاندلس واظهر العروض الصراع بين الامراء على الغنائم والسلطة متناسين الاعداء المتربصين بهم من كل مكان، عروض أخرى تتالت لتصل الى آخر عرض قدم بالجزائر هذا الاسبوع سواء بمهرجان جميلة أو بالكازيف وهو عرض "الضيعة" الذي انجزته الفرقة منذ سنة 2005 اثناء الاحتفال بالذكرى "50 لمهرجان بعلبك بلبنان والعرض قصة فلكلورية تدور حول أوضاع لبنان السياسية وتدعو الى المصالحة وهي تمزح بين التأثيرات الشرقية والمعاصرة في الرقص والموسيقى المسرحية. للتذكير فقد تأسست الفرقة على يد عبد الحليم كراكلا سنة 1968 ب 14 عضوا وبدأ إبداعها الفني المتميز والمتكامل يلوّح في الافق بعدها جاءت الانطلاقة الفعلية سنة 1972، حيث شاركت الفرقة بأعمالها في اليابان ونالت اعجاب ابن الامبراطور هناك، ومن ثم ذاع صيت الفرقة عبر العديد من دول العالم. ومن فرقة شعبية تحولت الفرقة الى مسرح راقص يضم 50 راقصا وأصبح لديها مؤسسة للأبحاث التراثية، ومدرسة للرقص (900 طالب) ومسرح خاص "الايفوار" لتكون أول فرقة عربية لها مسرحها الخاص. ولأنها أصبحت ناشرة للثقافة العربية في العالم والمحافظة على التراث العربي المشترك لاقت الفرقة دعما من اغلب الدول والرؤساء والملوك العرب.