لم يكن يوم أمس السبت وهو أول عطلة نهاية الأسبوع تطبيقا لنظام العطل الجديد، مختلفاً عن الأيام العادية، فقد سادت شوارع العاصمة على غرار الولايات الأخرى حركة تنقل كبيرة للمواطنين، لاسيما العمال الذين استفاد أغلبهم من عطلة ثلاثة أيام كاملة، فيما شذت بعض الإدارات عن القاعدة مثل "بريد الجزائر"، حيث لوحظ فتح أبواب المراكز والمكاتب، فبدا اليوم وكأنه يوم عمل. وقد عبّر المواطنون الذين حاورناهم ببعض أحياء وشوارع العاصمة أن عطلة أول سبت لا تزال بطعم أيام العمل، فيما قال آخرون أن اليوم يشبه أيام عطلة وطنية أو دينية، في إشارة إلى أن التعوّد على هذا اليوم لا يزال لم يتثبت في أذهان الناس بعد. ويعتقد من تحدثنا إليهم أن تكون عطلة السبت مفعمة بالحركة طوال اليوم، عكس يوم الجمعة الذي يهتم فيه معظم المواطنين في الصبيحة بالتسوق ثم التوجه إلى أداء صلاة الجمعة، ويخلد بعضهم إلى الراحة والنوم إلى غاية العصر، ويعتبر "مراد.ق" وهو شاب كان برفقة ابنته الصغيرة يتجولان بين محلات شارع ديدوش مراد أن نكهة "عطلة" السبت لا تزال لم تتخمر بعد، وأن المواطنين سيضعون أول عطلة سبت في محك التجربة، وبرأيه فإن توقف الإدارات العمومية عن العمل واشتغال عدد منها على غرار "بريد الجزائر"، من شأنه أن يضبط سلوكات وتحركات المواطنين مستقبلا بشكل يستجيب للأوضاع الإدارية والتجارية والاجتماعية، ويتوقع محدثنا أن يعتاد الناس على العطلة الجديدة وتستقر الأمور بعد شهر من الآن، كون العديد من المؤسسات العمومية والخاصة لا تزال تترقب وسوف تعدل من عطلتها وتثبتها بعد أيام. التجار والناشطون في قطاع الخدمات الذين فتحوا أمس محلاتهم كسائر الأيام الأخرى، ذكروا لنا أن التوقف عن النشاط يوم السبت لم يدخل بعد في "برمجتهم العصبية" لأن هذا اليوم الذي يتحرر فيه العامل بالخصوص من قيود العمل ولا توجد به التزامات دينية أو روحية، سيكون مناسبة لأغلبية المواطنين في استغلاله لقضاء مآرب أخرى، خاصة التسوق والاستجمام. وقد لاحظنا أمس محلات العاصمة مفتوحة بكاملها - كأن الجميع اتفق على ذلك- فقد عجت الطرقات والشوارع بالحركة، كما أن الفضاءات التجارية اليومية غصت بالمتبضعين والفضوليين، وبدت أسواق سعيد تواتي بباب الوادي، علي ملاح، فرحات بوسعد وكلوزال بسيدي امحمد، وكذلك بالحراش وحسين داي وباش جراح... وغيرها عادية ومفعمة بالحركة والنشاط، لاسيما ونحن على مقربة من شهر الصيام، حيث يغتنم النسوة خصوصا العاملات الفرصة للتسوق في عطلة نهاية أسبوع مادامت استثنائياً ثلاثة أيام. ولم يخفِ بعض المواطنين إعجابهم بالعطلة الجديدة، كونها تحافظ للجزائريين على قداسة الجمعة وتحقق التوجه الاقتصادي الذي تصبو إلى تطبيقه بلادنا للتكيف مع الشركاء في العالم، خاصة مع دول الاتحاد الأوروبي.