شكّل موضوع أخلاقيات المهنة الجامعية وقواعدها، محور يوم دراسي نظمته جامعة "محمد خيضر" ببسكرة نهاية الأسبوع المنقضي، بالتنسيق مع جمعية قدماء مديري المؤسسات الجامعية؛ حيث كانت قاعة الاجتماعات الكبرى على موعد مع هذا النشاط، الذي يندرج في إطار تحسين الأداء على جميع الأصعدة، بحضور الأساتذة والباحثين وإطارات الجامعة. ونُظم اليوم الدراسي بمبادرة من جامعة بسكرة، للتذكير بالأسس والمبادئ الأخلاقية، والانخراط في نقاش معمق لتبادل الخبرات الحياتية في هذا المجال بين مختلف الجهات الفاعلة في الجامعة. ويُعد الحدث، حسب البروفيسور محمود دبابش رئيس جامعة بسكرة، فرصة لجمع وإثارة هموم وشكوك ومخاوف المجتمع الجامعي، التي ستكون بمثابة أساس لمراجعة وتحديث ميثاق أخلاقيات الجامعة، للاستجابة لتطور الوسائل والممارسات الجامعية في مجال التدريس عن بعد، وديمقراطية المحتوى الرقمي، والوصول إلى منصات مختلفة؛ لإيجاد الحلول المناسبة لتحسين الجودة والأداء، من خلال التطبيق العملي لمبادئ ميثاق أخلاقيات المهنة الجامعية. وأكد الدكتور عبد الوهاب دخية من جامعة بسكرة، أن النقاش حول الأخلاقيات والسلوك المهني ليس درسا، بل تفكيرا جماعيا، ونقاشا يهدف إلى التذكير، والافتراض، والتطبيق العملي للمبادئ المشتركة بين أي شركة، ولكنها تختلف -حسبه- في أخلاقيات الثقافة، والمعتقدات، والظروف المعيشية، والبيئة، واحتياجات المجتمع التي تشكل الأخلاق العالمية إذا تقاسمتها جميع المجموعات العرقية أو الشعوب أو المجتمعات على وجه الأرض. وفي مداخلة لرئيس المجلس الوطني لأخلاقيات المهن الجامعية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أكد تناول مشكلة أخلاقيات الجامعة والسلوك المهني من وجهة نظر المعلم الجامعي؛ كمرجع لمجتمع الجامعة من خلال رسالته الأساسية، المتمثلة في التدريب، والبحث، وكمشرف إداري وعلمي. وأكد الدكتور كمال شكاط في مداخلة حول الأخلاقيات من منظور الإسلام، أن مهنة المعلم الجامعي هي قبل كل شيء، مهنة مجزية، عملها الأساس يتمثل في تطوير إمكانيات كل طالب من أجل تزويده بالمفاتيح اللازمة للنجاح في حياته المهنية الجامعية، مذكرا بأن تعاليم الدين الإسلامي تحث على التطور، ومواكبة العصر، وتجنب الركود والخطابات التي " أكل عليها الدهر وشرب ". وفي تصريح ل "المساء" ذكّر المتحدث بمقولات بعض المشايخ عندما قال: "الشر قادم من الغرب بفعل الثقافات المتدفقة علينا..."، مؤكدا أن الإسلام دين حنيف، يركز على ترقية الإنسان، وتحكيم العقل الذي يُعد الجوهر، لافتا إلى أن تمكّنه من اللغة الفرنسية يعود إلى المحيط الأسري، وأنّ والديه كانا الأساس، وأن ملاصقته مشايخَ الزوايا جعلته أكثر تشبثا بالفقه والتعاليم الإسلامية. ومن جانبه، أكد رئيس المؤتمر الجهوي للجامعات بالشرق، البروفيسور الهادي لطرش، أن المعلم في المقام الأول، هو مواطن يتمتع بمسؤولية اجتماعية تتطلب مهارات تعتمد على 3 أنواع من المعرفة، أولها المعرفة، ثم الكفاءة التشغيلية، وبعدهما الكفاءات السلوكية، مؤكدا أهمية خصوصيات بعض المؤسسات الجامعية في ما يتعلق برسالتها، ومكوناتها الاجتماعية، وهي المدارس، والمعاهد، والمؤسسات الخاصة... وغيرها.