يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة العزل، مقترفا المزيد من المجازر والمذابح التي تخطت عتبة ضحاياها 36 ألف و550 شهيد و82 ألف و959 مصاب، ناهيك عن حجم الدمار الهائل الذي ألحقه هذا العدوان الغاشم بهذا الجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة. أعلن الناطق باسم مشفى الأقصى، خليل الدقران، عن وصول 75 شهيداً وعشرات الإصابات للمستشفى خلال 24 ساعة الماضية نتيجة الغارات المستمرة على المحافظة الوسطى، حيث أعلن جيش الاحتلال عن عملية عسكرية في منطقة البريج ودير البلح الواقعتين إلى شرق هذه المحافظة. وأطلقت السلطات الصحية بغزة، أمس، تحذيرا ونداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي ولكل المنظمات الصحية الأممية والدولية لإنقاذ المنظومة الصحية في القطاع، بعد فقدان مستشفى شهداء الأقصى لقدرته الاستيعابية. من جهتها، انتشلت الطواقم الطبية والدفاع المدني عشرات الشهداء والجرحى من المنطقة الشرقية وسط قطاع غزة والتي استهدفها جيش الاحتلال مساء أول أمس بقصف بري وجوي عنيف تمركز على مخمي البريج والمغازي وقرية المصدر وبلدة دير البلح. وعلى مدار 20 يوما، عاث جيش الاحتلال الصهيوني تخريبا وتدميرا مستخدما سياسة الأرض المحروقة بما تسبب في استشهاد وجرح المئات ونزوح قسري لحوالي 200 ألف فلسطيني وتدمير مربعات سكنية كاملة وحرق وقصف المنشآت العامة والخدمية. وتزامن ذلك مع إعلان مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس الواقعة إلى جنوب القطاع وصول شهيدين جراء استهدافهما من طائرات الاحتلال المسيّرة شرقي مدينة رفح. ويتواصل العدوان الصهيوني غير المسبوق على قطاع غزة بحرا وبرا وجوا لليوم الثاني والأربعين بعد المئتين على التوالي مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين ودمارا هائلا في البنى التحتية والمرافق والمنشآت الحيوية علاوة عن ما سببه من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع نتيجة وقف إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود. وفي هذا السياق، أكد وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني، عاهد بسيسو، أن الاحتلال الصهيوني دمر 80% من المباني السكنية في قطاع غزة بما يتطلب عشر سنوات على الأقل لإعادة إعمار قطاع غزة. ومع تفاقم الأوضاع على جميع الأصعدة، أكد منسق الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من الأزمة الإنسانية التي يواجهها قطاع غزة، جراء العدوان الصهيوني المتواصل لقرابة ثمانية أشهر، وقال في منشور على منصة "إكس" أن مشاهد الدمار والمعاناة التي يعيشها الناس في قطاع غزة ينفطر لها القلب. بالتزامن مع ذلك، أعلنت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "لأونروا" عن توقف محطات تحلية المياه عن العمل في قطاع غزة في ظل استمرار العدوان الصهيوني على القطاع. وقالت في بيان إن سكان غزة لم يعد لديهم ما يكفي من الماء ما وضعهم أمام تحديات كبيرة للبقاء على قيد الحياة. ومن أصعب هذه التحديات ما أعلنت عنه المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، حنان بلخي، بأن بعض الفلسطينيين في قطاع غزة يضطرون إلى شرب مياه الصرف الصحي وتناول علف الحيوانات نتيجة للعدوان الصهيوني المستمر على القطاع، مؤكدة أن ما يجري سيكون له آثار خطرة ومستمرة على الأطفال. الأممالمتحدة.. 300 مليون شخص حول العالم يحتاجون إلى مساعدات إنسانية أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، أن حوالي 300 مليون شخص حول العالم يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، إلا أن تمويل العمليات للمساعدة لم يبلغ سوى حوالي 17 بالمائة فقط. وقال المسؤول الأممي، إن "العالم في وضع أسوأ الآن"، مشيرا إلى أن بعض الأزمات لم تتلق حتى هذا القدر من التمويل، وأحد الأمثلة على ذلك خطة الاستجابة الإنسانية في سوريا الممولة بنسبة 6 بالمئة، بينما تبلغ نسبة تمويل الخطة الإنسانية للسودان 15 بالمئة، وأضاف إن اهتمام العالم انحصر في الأزمات الكبيرة المتمثلة في غزّة والسودان وأوكرانيا، في حين أن أماكن مثل سوريا واليمن وهايتي لا تزال تشهد معاناة كبيرة. ولفت غريفيث، إلى أنه "من غير الممكن التخطيط لاستجابة إنسانية في غزّة في ظل الظروف الحالية" في إشارة إلى التدمير الكلي الذي ألحقه الكيان الصهيوني بقطاع غزّة جراء عدوانه الوحشي، مشددا على أن "سكان غزّة لا يعيشون في الظروف الضرورية لعملية إنسانية". وقال إن "العاملين في المجال الإنساني ليست لديهم القدرة على تقديم الخدمات على نطاق واسع في رفح والمنطقة الوسطى"، معربا عن أمله في أن يعطي اتفاق وقف إطلاق النار الذي طالما دعا إليه المجتمع الدولي، الأولوية للعمليات الإنسانية واحتياجات العاملين الإنسانيين للقيام بواجباتهم، وذلك بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين. وأشار منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إلى أن العاملين في المجال الإنساني يحتاجون إلى طرق أكثر أمانا وإمكانية وصول أفضل، ووضوح حول كيفية تأمين سلامتهم، مشددا على أن الأماكن التي تشهد أسوأ المعاناة في العالم هي أيضا الأماكن التي تتجلى فيها "الإنسانية الأكثر استثنائية".