يعرف السوق اليومي للرغاية حالة متقدمة من الفوضى، نتيجة تراكم النفايات والأوساخ بمحيطه وبأجزاء هامة بداخله، أين تنبعث الروائح الكريهة من كل مكان أمام لامبالاة مستغليه من جهة، وغياب الحس البيئي لدى الباعة من جهة اخرى، في ظل عدم تحرك المعنيين بالأمر، وهو ما يضع نظافة المحيط وسلامة المستهلك على المحك. ويعد هذا المرفق أهم مقصد تجاري لسكان البلدية الذين يفوق عددهم 82 ألف نسمة حيث يضم كل أنواع الانشطة التجارية، وهو ما يشكل مصدر رزق مهم لهؤلاء الباعة أمام التوافد الكبير للزبائن. وبالرغم من تدخل السلطات المحلية للحد من التجارة الفوضوية بمحيط السوق، خاصة في شارع محمد بوزيدي، إلا أن التفريغ العشوائي للفضلات يبقى السمة الغالبة عليه، خاصة مع وجود بعض السلع في حالة متقدمة من التعفن، وهو ما اسفر عن وجود بؤر تشمئز لها الأنفس في ظل انتعاش الروائح الكريهة، ولا يختلف الأمر كثيرا على مستوى السوق اليومي إلا إذا استثنينا موقع بيع الملابس وبنسبة أقل السوق المغطاة أين تلتقي محلات بيع اللحوم والملابس مع الأكل الخفيف، ليزداد الامر تعقيدا عند الجهة الخلفية، حيث يتم عرض السمك بالقرب من الخضر السريعة التلف كالطماطم والخس طوال النهار وعلى أرضية مشبعة بالمياه الملوثة، وان كانت هذه الزاوية من السوق حكرا علي تجارة السلع المستعملة في السابق (الدلالة)، وهو نفس الانشغال المطروح تقريبا على مستوى الموقع ذي الارضية الترابية والذي خصص جزءا منه لموقف السيارات والآخر لطاولات الخضر والفواكه، أين يتم عرض السلع في جو يكسوه الغبار صيفا والأوحال شتاء مثلما كان الحال نهاية الاسبوع المنصرم الذي شهد تساقط الأمطار، وهو ما أثر سلبا على هذه الأماكن حتى داخل المواقع النموذجية التي لم تسلم هي الأخرى لنقص التهيئة بها. هذه المعطيات الناجمة عن غياب الثقافة البيئية واللامبالاة لدى مسيري هذا المرفق، الباعة ومشترين على حد سواء، ترهن نظافة المحيط وصحة المستهلك، الذي ارهقته رحلة البحث عن أسعار أقل ولو بدنانير معدودة قبيل شهر رمضان، ليبقى مطلب تنظيم السوق اليومي وتفعيل الاسواق الجوارية بالأحياء الرغاية، امرا لا بد منه للقضاء على مثل هذه المظاهر في المستقبل القريب.