أعلنت الطواقم الطبية والدفاع المدني الفلسطيني، أمس، عن استمرارها في انتشال جثامين الشهداء من الطرقات والمنازل المنهارة في أحياء تل الهوى والرمال والصناعة ومحيط الجامعات في مدينة غزّة، بعد تراجع دبابات الاحتلال الصهيوني عن حصارها لتلك الأحياء. وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني بانتشال 11 شهيدا وجثث متفحمة من داخل منازل عديدة أحرقتها قوات الاحتلال الصهيوني، مشيرا إلى تواجد العديد من الشهداء تحت ركام المنازل المدمرة لم يتم الوصول إليهم بعد، وأرجع سبب عدم تمكن انتشال كل الجثث بعد إلى عدم توفر الآليات الخاصة بإزالة الركام، لافتا النظر في نفس الوقت إلى أن عمليات إطفاء الحرائق في المنازل التي قصفها وحرقها الاحتلال الصهيوني متواصلة. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن الحصيلة الأولية لأعداد الشهداء في منطقتي الصناعة وتل الهوى بلغت أكثر من 60 شهيدا جراء قصف طائرات الكيان الصهيوني للمنطقتين، مضيفا أن قوات الاحتلال خلّفت وراءها الكثير من المعاناة والدمار والخراب علاوة عن تدمير البنية التحتية وهدم المنازل وحرقها. وأضاف "أن العملية العسكرية لجيش الاحتلال في تل الهوى استمرت 7 أيام، وقبلها كانت هناك عملية عسكرية استمرت 14 يوما في حي الشجاعية خلّفت دمارا هائلا والمنطقة لا تصلح للحياة". وأشار إلى أن طواقم الدفاع المدني، انتشلت أكثر من 60 شهيدا في الشجاعية وهناك العشرات من الشهداء لا زالوا تحت الأنقاض وهناك عمليات للبحث عن الشهداء في منطقة تل الهوى وخصوصا في مربع الصناعة الذي كانت تتمركز فيه قوات الاحتلال منذ 7 أيام. وتحدث عن تدمير مستشفى "الأصدقاء" الموجود في شارع الشهداء القريب من منطقة الصناعة بعد أن تم قصف أجزاء منه بالطائرات الحربية ومدفعية قوات الاحتلال، التي أقدمت قواته على حرق العديد من المنازل قبل أن تنسحب من منطقة الصناعة وحاولت طواقم الدفاع المدني بالسيطرة على الحرائق بقدر الإمكان. وأكد سقوط 76 شهيدا من طواقم الدفاع المدني منذ بداية حرب الإبادة الصهيونية على غزّة في السابع من أكتوبر، أغلب الشهداء تم استهدافهم أثناء تواجدهم في الميدان وهناك البعض الآخر تم استهداف منازلهم واستشهادهم مع ذويهم داخل المنازل. "الأونروا".. قطاع غزّة على عتبة فقدان جيل كامل من الأطفال حذّرت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أمس، من أن غزّة على عتبة فقدان جيل كامل من الأطفال بسبب عدوان الاحتلال الصهيوني المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي. وكشفت مديرة الإعلام والتواصل بوكالة "الأونروا"، جولييت توما، في منشور عبر منصة "إكس" عن أن أكثر من 600 ألف طفل في غزّة لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدارس منذ بدء عدوان الاحتلال الصهيوني على غزّة. ولفتت جولييت توما، إلى إغلاق عدد كبير من المدارس وتحول مدارس "الأونروا" إلى ملاجئ للنازحين، مضيفة أن هذا يعني أنه إذا استمر العدوان فإننا "سنواجه خطر فقدان جيل كامل من الأطفال"، وأكدت أن "الوقت الذي يغيب فيه الأطفال عن المدرسة سيجعل من الصعب تلافي خسائرهم في التعليم"، مطالبة بوقف إطلاق النّار من أجل هؤلاء الأطفال. من جهته أعلن المفوض العام للاونروا، فيليب لازاريني، بأن حوالي 190 منشأة للوكالة الأممية دمرها القصف الإسرائيلي وأكثر من 500 شخص قتلوا أثناء سعيهم للحصول على خدماتها، كاشفا عن جهود لتفتيت" الأونروا" وطردها من مقرها في القدس الشرقية وتصنيفها منظمة إرهابية. تحذيرات أممية من مخاطر أوامر الإخلاء الصهيونية توالت تحذيرات أممية من أكثر من مسؤول ومنظمة أمس، بخصوص مخاطر أوامر الإخلاء العشوائية التي لا يزال جيش الاحتلال يصدرها لسكان غزّة، ليجبرهم عن النزوح والتهجير القسري في ظروف أقل ما يقال عنها كارثية. وفي هذا السياق، قال الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش، بأن أوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي تزايدت، محذّرا من أن الفلسطينيين يجبرون على النزوح كأنهم كرات بشرية بمسرح الدمار، في حين أكدت منظمة "العفو" الدولية أن أوامر الإخلاء تمثل جريمة حرب في ظل غياب أي ضمانات للعودة وغياب أماكن إقامة آمنة. من جانبه سلّط المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحفي في مدينة جنيف السويسرية، الضوء على التهديد الذي تشكله أوامر الإخلاء الصهيونية في غزّة على صحة الناس في القطاع المحاصر. وجاء على الموقع الرسمي للأمم المتحدة، أن غيبريسوس، قال للصحفيين إن المستشفى الأهلي والمستشفى الصديق للمرضى في شمال غزّة هما أحدث المرافق التي أصبحت غير قادرة على العمل بسبب القتال. وقال إنه تم إجلاء مرضى الأهلي إلى المستشفى الأندونيسي الذي يعمل الأن بثلاثة أضعاف طاقته الإستيعابية، مضيفا أن هناك الألاف لا يزالون ينتظرون الإخلاء الطبي ولا يزال أكثر من 10 ألاف مريض بحاجة إلى الإخلاء الطبي لتلقي العلاج الذي لا يمكن توفيره في غزّة". وأشار المسؤول الأممي، إلى أن جميع سكان غزّة تقريبا يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يواجه ما يقرب من ربع سكان القطاع خطر المجاعة. البنتاغون يعلن إزالة رصيف المساعدات العائم قبالة غزّة حتى إشعار آخر أعلنت الولاياتالمتحدة، أمس، إزالة الميناء العائم الذي بنته قبالة سواحل غزّة "لإيصال المساعدات" إلى القطاع والذي عانى من مشاكل متكررة حتى إشعار آخر. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بات رايدر، في بيان "الميناء سيتوقف عن العمل قريبا وسنوفر في الأيام المقبلة مزيدا من التفاصيل حول هذه العملية وتوقيتها". وأوضح أن الجيش الأمريكي حاول الأربعاء الماضي "إعادة ربط الرصيف المؤقت بشاطئ غزّة لاستئناف العمليات الإنسانية لكن بسبب مشاكل فنّية ومتعلقة بالطقس" لم يتمكن من القيام بذلك، وقال رايدر، إنه "حتى الآن، تم تسليم أكثر من 8100 طن متري حوالي 20 مليون رطل من المساعدات الإنسانية من الرصيف إلى منطقة التنظيم حيث يمكن للمنظمات الإنسانية جمعها لتسليمها وتوزيعها". والرصيف البحري العائم الذي بلغت كلفته 230 مليون دولار تم تركيبه لأول مرة في منتصف ماي، قبل أن يتم تفكيكه المرة تلو الأخرى بسبب سوء الأحوال الجوية. ولم تنحصر المشاكل التي واجهها هذا المشروع في البحر بل تعدته إلى البر، حيث حالت ظروف عدة دون نجاحه في إيصال المساعدات إلى محتاجيها.