تشهد وكالات السفر هذه الأيام نوعا من الركود، مما جعل مسيري بعضها يقررون أخذ عطلة في رمضان بسبب قلة الإقبال على الحجز للسفر إلى مختلف الدول... ومما زاد الأمور سوءا هو الإقبال المحتشم على أداء العمرة هذه السنة، وذلك لعدة أسباب أهمها الخوف من فيروس "إنفلونزا الخنازير" الذي بات هاجس كل مقبل على السفر، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة بالنسبة للمتقدمين في السن. كعادته، يخطط المواطن الجزائري دائما لعطلته قبل حلول موعدها، حتى يضمن لنفسه الوصول إلى تحقيق المتعة المرجوة، ولان فصل الصيف تزامن هذه السنة مع شهر رمضان المعظم، فإن أغلب الجزائريين فضلوا أخذ عطلهم في الفترة الممتدة بين شهري جوان وجويلية، وهو الأمر الذي أربك وكالات السفر التي عرفت انتعاشا في الشهرين المنصرمين، في حين تشتكي من قلة الإقبال في شهر أوت رغم التخفيضات التي تقدمها، وهو ما جعلها تؤجل عروضها الجديدة الى ما بعد شهر الصيام أي سبتمبر. وكالات السفر تلغي بعض رحلاتها في تصريح ل "المساء"، قال السيد (كمال. ب) موظف بإحدى الوكالات السياحية التابعة للخطوط الجوية الجزائرية بساحة البريد المركزي "لم تشهد وكالات الأسفار تراجعا في الإقبال مثل هذه السنة، خاصة بالنسبة لطلب الحجز من اجل أداء مناسك العمرة والتي كنا نجد صعوبة في تلبيتها سابقا، بسبب الكم الكبير من الراغبين في أداء العمرة ". وأضاف "بالنسبة لنا فإن نشاطنا توقف عند نهاية شهر جويلية، وهو أمر لم نتعود عليه، بل أكثر من هذا، اضطرت الخطوط الجوية الجزائرية لإلغاء بعض رحلاتها بسبب عدم وجود إقبال على السفر". وعن الأسباب يعلق المتحدث " في الحقيقة كل الجزائريين يرغبون في صوم شهر رمضان المعظم الى جانب ذويهم، الأمر الذي دفع بعض العائلات الجزائرية التي سافرت خارج الوطن، خاصة إلى تونس، لتحديد موعد عودتها بحوالي 15يوما قبل موعد الصيام، ومن ناحية أخرى، فإن داء إنفلونزا الخنازير أربك العديد من الجزائريين الذين فضلوا قضاء عطلتهم بأرض الوطن خوفا من المرض، وهو نفس الشيء بالنسبة إلى السياحة الدينية التي أحدثت المفاجأة، فالخوف من الحر والمرض جعل البعض، خاصة كبار السن يتخلون عن أداء هذه الشعيرة الدينية، وهو ما انعكس سلبا علينا، حيث تعودنا على تعويض الخسارة التي نتكبدها في منتصف شهر أوت حين يعود المسافرون إلى الوطن، ويبدأ عملنا مع المتوجهين نحو البقاع المقدسة لأداء العمرة، ولكن هذه السنة ورغم أن الخصم في سعر التذكرة بلغ حد 10 آلاف دينار لجلب الزبائن فليس هنالك إقبال." العروض في سبتمبر ومن جهتها، (الآنسة فلة. م) ممثلة عن وكالة سفر (سانفوني) الواقعة ببوزريعة وفي حديثها مع (المساء)، قالت "بدأ موسم الاصطياف هذه السنة مبكرا، حيث تلقينا طلبات كثيرة للحجز بالدرجة الأولى إلى تونس، باعتبارها القبلة المفضلة لكل الجزائريين، لا سيما وان أسعارها معقولة، يليها المغرب وتركيا، بينما مصر يبدأ الإقبال عليها في شهر سبتمبر، حيث تنخفض درجة الحرارة". وعن الإقبال تضيف "على خلاف السنة الماضية، لا حظنا نوعا من التراجع بسبب تزامن شهر رمضان هذه السنة مع العطلة والذي لم نخطط له جيدا، باعتبار أن كل العائلات الجزائرية ترغب في صيام الشهر الفضيل بين أحضان العائلة على أرض الوطن، والدليل على ذلك أننا نسجل دخول الجالية الجزائرية خاصة المقيمة بفرنسا لصوم رمضان بالوطن، إلى جانب الخوف من الإصابة بالمرض الذي احدث حالة من الرعب في قلوب الجزائريين". ونحن ندردش مع الآنسة فلة دخل أحد الزبائن إلى الوكالة طالبا بعض المعلومات عن العروض المقترحة نحو بعض الدول مثل تونس والمغرب ولكن بعد شهر رمضان، وعندما سألناه إن لم يفكر في قضاء عطلته خلال رمضان بإحدى هذه الدول عوض تأجيلها إلى ما بعد رمضان، أجاب قائلا " من المستحيل أن أفكر في قضاء شهر رمضان خارج بلدي وبعيدا عن عائلتي، كما أن الميزانية لا تسمح، فشهر رمضان يتطلب نفقات كبيرة، من اجل هذا رغبت في تأجيل عطلتي بحيث استفيد من التخفيضات التي تعرض في شهر سبتمبر، كما تنخفض درجات الحرارة ."