دعت اللجنة الوطنية للصيد البحري المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين جميع الصيادين وبائعي الأسماك إلى تخفيض أسعار السمك خلال شهر رمضان لتمكين المواطنين من شراء هذه المادة الحيوية. كما نددت بظاهرة نهب المرجان بسواحل القالة التي تنذر بندرة السمك الأحمر والتي أصبحت تشكل خطرا على الثروة السمكية وتهدد بالقضاء عليها بمنطقة البحر الأبيض المتوسط. وأكد السيد حسين بلوط رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري في تصريح خص به "المساء" أمس أن اللجنة التي يترأسها طالبت الصيادين بتخفيض أسعار الأسماك عند بيعها لتجار الجملة والتجزئة لتمكين المواطن البسيط من شرائها خلال شهر رمضان، بالنظر إلى الفوائد الكبيرة التي تتوفر عليها الأسماك وأهميتها لجسم الإنسان. وفي هذا السياق حذر السيد بلوط بعض التجار الذين يستغلون شهر رمضان لرفع أسعار السمك في ظل إقبال المواطنين على هذه المادة التي كانت في الفترات السابقة في متناول الأغنياء فقط بسبب غلائها. ووجهت اللجنة التي تضم 52 ألف و400 صياد رسالة في شكل ميثاق أخلاقيات المهنة إلى 14 ولاية ساحلية تدعو فيها الصيادين إلى تخفيض أسعارهم على أن لا يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من سمك السردين 80 دينارا، وسعر الجمبري 1200 دينار نظرا لكثرة الإقبال عليه خلال شهر الصيام. ويعود ارتفاع سعر السمك إلى المضاربة بين الوسطاء وغياب الرقابة في الأسواق وهو ما يقلل من نسبة استهلاكه رغم أن الجزائر تنتج سنويا ما يقارب 157 ألف طنا من الأسماك، في حين تصل طاقتها الإجمالية للثروة السمكية إلى 6 ملايين طن، ولكن رغم ذلك تبقى نسبة استهلاك الفرد الجزائري للسمك لا تتجاوز 5 كيلوغرام سنويا وهي من اضعف النسب مقارنة بدول المغرب العربي المجاورة، حيث تتجاوز هذه النسبة 8 كيلوغرام بالمغرب و10 كيلوغرام بتونس للفرد الواحد. وفي موضوع آخر أشار رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري إلى حجز 17 كيلوغراما من المرجان تمت سرقتها من سواحل القالة بولاية الطارف في عمليتين متفرقتين في الأيام الأخيرة، منددا بتواصل النهب والصيد العشوائي لهذه الثروة التي تعد من أغلى ثروات البحر، رغم تشديد الرقابة وصدور قانون يمنع صيد المرجان. وفي هذا السياق، دعا محدثنا السلطات المعنية إلى التدخل أكثر لمحاربة هذه الظاهرة وحماية هذه الثروة نظرا للفوائد الكبيرة للمرجان الذي يوفر الضوء والأكسجين بالبحر للحفاظ على الثروة السمكية والسماح لها بالتكاثر والتعايش، موضحا أن تواصل هذا النهب يهدد بانقراض المرجان بسواحل القالة مما قد يهدد بانقراض الأسماك خاصة الأسماك الحمراء كالجمبري، وسمك الروجي التي تستمد لونها من لون المرجان والتي بدأت تعرف ندرة بالمنطقة بسبب نقص المرجان الذي يحافظ على تكاثرها وعلى التوازن البيولوجي والبيئي. وتنفرد القالة عن باقي سواحل الجزائر بتوفرها على كميات هائلة من المرجان قريبة من السطح، حيث لا يتجاوز عمق شعابها 100 متر تحت البحر مما يسهل على العصابات سرقتها واستخراجها.