❊ تعليمة الوالي رابحي في مهب الريح ❊ تجاوزات بالجملة للناقلين على مرأى ومسمع الجميع ❊ غياب مخطط منظم للتسيير ❊ التنقل حسب مزاج السائق والقابض يبدو أن تعليمة والي العاصمة، محمد عبد النور رابحي، لم تُؤخذ بعين الاعتبار، فيما يخص تجديد الحافلات، وتوفير النقل للمواطن وتمكينه من التنقل في ظروف حسنة، لكن في المقابل، يطرح الناقلون من جهتهم، طلبات لتمكينهم من تقديم خدمة جيدة للمواطن، على غرار محطات الحافلات التي تكاد تنعدم في العديد من المناطق، وتخفيض حجم الضرائب التي يدفعها السائقون، وصيانة الحافلات وتأمينها، إلى جانب غياب مخطط منظم وتوفير الأمن ببعض المحطات، حسبما أكدوه ل"المساء". تفتقر محطات النقل في الجزائر العاصمة، إلى مرافق للخدمات، تعين المسافر قبل أن يمضي في رحلته، بداية من دورة المياه، وصولا إلى ركوب حافلة نظيفة ومتينة، مرورا بالجلوس تحت واقيات الشمس والأمطار، وتوفير الأمن الذي يعد شرطا ضروريا، من شأنه ضمان راحة المسافرين وحمايتهم في المحطة. وكشفت زيارة "المساء"، إلى بعض محطات النقل بالعاصمة، عن غياب محطة نقل برية تتمتع بكل المزايا اللازمة. محطات بعيدة كل البعد عن التحضر أكدت الزيارة الميدانية ل«المساء"، إلى بعض محطات النقل البري ببلديات القبة، بومعطي والحراش، كعينة، أنها لا تزال بعيدة كل البعد عن التحضر، كونها تفتقر لشروط تحسين خدمة المسافر. وأكد العديد من المواطنين، خلال زيارتنا محطة "بن عمر" (القبة)، التي يقصدها العديد من المسافرين يوميا، أنها ضيقة المساحة وأرضيتها مهترئة تماما، ولا تتسع لجميع مستعمليها، مشيرين إلى أن البلدية وعدت في وقت سابق بتوسيع المحطة، لكن المشروع لا يزال مجرد حبر على ورق. وأكد أحد العاملين بالمحطة، أن السلطات المعنية، على دراية بضيق المحطة التي لا تتحمل هذا الضغط اليومي، حيث وعدت، حسبه، بتوسيع المحطة وإعادة تهيئتها من جديد، في انتظار تجسيد المشروع على أرض الواقع، علما أنه سبق للمحطة الاستفادة من عملية تجديد الأرضية وزيادة الخطوط، لكن تبقى بحاجة إلى عمليات توسعة وفتح خطوط نقل جديدة نحو مختلف الاتجاهات، خصوصا المدن الجديدة، على غرار سيدي عبد الله وبوينان. ونحن نتجول في محطة باش جراح، لاحظنا نقائص كبيرة يعاني منها هذا المرفق، تتمثل في غياب المخادع واللافتات التي توجه المسافرين، كما يعد نقص الخطوط مشكلا آخر، تحدث عنه بعض المواطنين الذين التقتهم "المساء"، حيث أكدوا أنهم يجدون صعوبات كبيرة في التنقل إلى أحيائهم، في ظل نقص الخطوط، وهو الأمر الذي لم ينكره الناقلون، وبالأخص في اتجاه شرق ووسط العاصمة. تجاوزات بمختلف الخطوط صيفا جعلتنا الزيارة الميدانية، نكتشف أيضا أن العديد من خطوط النقل بالعاصمة، تعيش فوضى كبيرة، خصوصا في فصل الصيف، نتيجة انعدام التنظيم وعدم احترام الناقلين قانون العمل، وفرضهم قانونا خاصا بهم يتعاملون به كما يحلو لهم، في ظل غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية، وفرض عقوبات على المخالفين الذين يجبرون زبائنهم على الانتظار لساعات طويلة في أيام الحر. في هذا الصدد، يشتكي العديد من المواطنين، من تصرفات الناقلين، خاصة الخواص الذين ينشطون بعدة خطوط في العاصمة، الذين غيروا مواقيت عملهم وأخروها لساعات، دون سابق إنذار، تاركين زبائنهم يواجهون متاعب كبيرة، من أجل الظفر بمكان والتنقل لقضاء مختلف حاجياتهم، دون إغفال السلوك المشين لبعض السائقين والقابضين، الذين يفرضون منطقهم على المسافرين دون حسيب ولا رقيب. ومن بين الخطوط التي تعرف تجاوزات بالعاصمة صيفا، الخط الرابط بين تافورة واسطاولي، فضلا عن خط عين النعجة - باش جراح وباش جراح- حسين داي، والبريد المركزي- بن عكنون، حيث أشار بعض مستعملي تلك الخطوط ل«المساء"، إلى أن الناقلين لا يتقيدون بالخطوط المفروضة عليهم، ويلغون بعض المواقف الثانوية في الفترة الصباحية والمسائية، بحجة اختناق حركة المرور، تاركين زبائنهم في حيرة من أمرهم، خاصة في الأيام الأخيرة التي تشهد موجة حر شديدة، يصعب فيها الانتظار كثيرا في المحطات. وما زاد الطين بلة، حسب شهادة بعضهم، النقص الفادح في الحافلات عبر تلك الخطوط خلال الصيف، خاصة في الفترة الصباحية، نتيجة عزوف الكثير من أصحاب الحافلات عن العمل، وخلودهم للنوم عوضا من ضمان الخدمة لزبائنهم، حيث أكد بعض المسافرين ل"المساء"، أن الخطوط التي يستعملونها تخلو من كل الحافلات في الفترة الصباحية، الأمر الذي يفرض عليهم الاستنجاد بسيارات الأجرة التي ضاعفت مصاريفهم. وفي العديد من الخطوط الموزعة عبر بلديات العاصمة، أوضح بعض المتضررين، أن أغلبية الناقلين لا يحترمون شروط العمل المفروضة عليهم، حيث يلغون الخط المفروض عليهم، ويعملون في خطوط أخرى، نتيجة غياب إجراءات ردعية، تجبرهم على احترام الخطوط التي منحت لهم من قبل مديرية النقل، والتقيد بمواقيت العمل، من أجل ضمان خدمة جيدة للمسافر. من جهتهم، وجد الكثير من المواطنين، ضالتهم في "الميترو" الذي يتوافد عليه المسافرون بكثرة صيفا، بسبب الراحة التي يضمنها، حيث أصبحت بعض المحطات تعج بالمسافرين الذين يضطرون إلى الوقوف، لعدم تمكنهم من حجز مكان لهم في هذه الوسيلة العصرية، التي خففت متاعب التنقل على زبائنها.