حالة من الترقب تعيشها دولة أفغانستان في انتظار معرفة اسم الرئيس الجديد للبلاد وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب أهلية تجهل عواقبها في ظل استمرار حرب النسب بين أهم المرشحين، الرئيس المنتهية عهدته حامد كرازاي وخصمه العنيد عبد الله عبد الله وتأكيد كل واحد منهما على فوزه بهذا الاستحقاق. وفي انتظار الكشف عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية ومجالس المحافظات التي شهدتها أفغانستان الخميس الماضي أظهرت النتائج الجزئية المعلن عنها أمس عن تقدم طفيف للرئيس كرازاي عن منافسه المباشر عبد الله عبد الله وهو ما يفتح الباب أمام إمكانية التوجه نحو إجراء دور ثاني لحسم السباق الى كرسي الرئاسة في كابول شهر أكتوبر القادم. وأعلنت اللجنة الانتخابية بعد فرزها ل10 بالمئة من الأصوات المعبر عنها حصول الرئيس كرازاي على 40.6 بالمئة مقابل حصول عبد الله على 38.6 بالمئة في حين حل المرشح المستقل رمضان بشاردوست ثالثا بحصوله على 10.2 بالمئة بينما حل وزير المالية السابق أشرف غاني أخيرا بعد حصوله على 2.9 بالمئة فقط. والمؤكد ان الإعلان عن هذه النتائج الجزئية التي بينت تواجد المرشحين الرئيسين كرازاي وعبد الله تقريبا في نفس المستوى سيغذي الصراع الحاصل بينهما بقناعة الفوز بالانتخابات. ومباشرة بعد الإعلان عن النتائج الجزئية سارع دين محمد مدير الحملة الانتخابية للرئيس الأفغاني إلى تأكيد فوز هذا الأخير وقال "سنترك اللجنة الانتخابية تعلن عن نتائجها لكن من دون ادني شك فإننا نحن الفائزين" وأضاف "يمكنني التأكيد اننا لسنا بحاجة إلى إجراء دور ثان لأن الأمور حسمت لصالحنا خلال الدور الأول". وفي سياق تصاعد حرب النسب ذهب فريق كرازاي إلى اعتبار ان مرشحهم سيحصل على نسبة لا تقل عن 60 بالمئة من الأصوات المعبر عنها. مقابل ذلك يواصل وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله والمتمسك هو الآخر بفوزه بهذا الاستحقاق اتهام خصمه كرازاي بتزوير واسع للانتخابات. وفي ظل استمرار الصراع بين المرشحين الرئيسيين أبدى متتبعون للشأن الأفغاني مخاوف من إمكانية ان يزيد الانتظار الطويل للإعلان عن النتائج النهائية من حدة الصراع وان ينتقل إلى الشارع وهو ما يفتح الباب أمام إمكانية دخول أفغانستان في حرب قبلية يجهل مصيرها. وهي مخاوف تجد مصداقيتها إذا علمنا ان الرئيس كرازاي حظي بدعم قبائل البشتون في جنوب البلاد في حين حظي عبد الله بدعم القبائل التاجيكية في الشمال مما يزيد من احتمالات اندلاع حرب القبائل.