توسعت حصيلة قتلى المواجهات الدامية في أفغانستان بشكل لافت في الأيام الأخيرة في نفس الوقت الذي تعيش فيه الساحة السياسية حالة ترقب منذ أيام لمعرفة الرئيس الرسمي لهذا البلد الممزق.ففي سلسلة تفجيرات دامية هزت مناطق مختلفة من البلاد لقي 42 شخصا من بينهم 20 مدنيا وسبعة أفراد من عناصر الشرطة مصرعهم في حين أصيب العشرات الآخرين. ووقعت هذه التفجيرات في جنوب البلاد وشمالها وشرقها وهي المناطق التي تعرف نشاطا مكثفا لمقاتلي حركة طالبان التي ضاعفت من عملياتها الهجومية في السنتين الأخيرتين مما عقد من مهمة حلف شمال الأطلسي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية والحكومة الأفغانية التي لم تنجح في إحلال الأمن. ولقي 14 شخصا مصرعهم في انفجار قنبلة زرعت على حافة الطريق في محافظة اورزغان الجنوبية في حين قتل ستة آخرون وأصيب اثنان في انفجار عبوة ناسفة بمحافظة قندهار المجاورة. ولقي طفلان مصرعهما وأصيب اثنان آخران في انفجار قنبلة في منطقة نذير شاه كوت في محافظة خوست الواقعة جنوب شرق افغانستان التي تشهد تواجدا مكثفا لمسلحي طالبان. هذه الأخيرة التي شنت هجوما مساء أول أمس ضد مركز للشرطة في محافظة قندز الشمالية أدى إلى مصرع سبعة أفراد من عناصر الشرطة وإصابة آخرين. وتأتي هذه الهجومات عشية الإعلان النهائي عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 19 أوت الماضي غدا الاثنين والتي يخشى أن تؤدي إلى اندلاع أعمال عنف طائفية بسبب الاتهامات المتواصلة بتزوير الانتخابات. وكانت النتائج الجزئية التي أعلنت عنها لجنة الانتخابات كرست تصدر الرئيس المنتهي عهدته حامد كرازي لقائمة الفائزين بحصوله على 54 بالمئة من الأصوات المعبر عنها يليه في المرتبة الثانية خصمه العنيد وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله بعدما تحصل على 28.1 بالمئة. ويواصل عبد الله منذ اليوم الاول من الانتخابات اتهام كرازي الذي يبقى الأوفر حظا للفوز بهذه الاستحقاق باستخدام إمكانيات الدولة وتزوير النتائج لصالحه وهي الاتهامات لم تزد الا من تعقيد الوضع الذي يوشك على الانفجار. ووسط هذا المشهد المعقد شدد السناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين على ضرورة إرسال قوات أمريكية إضافية إلى أفغانستان يرافق زيادة في تعداد قوات الأمن الأفغانية. وقال السناتورالجمهوري "من الواضح أن من الضروري زيادة عدد الجنود الأفغان لكن العراق أثبت لنا أن زيادة عدد المدربين وحجم الجيش الوطني لم يكونا كافيين" واعتبر أن "الجيش العراقي انهار في غياب القوات الأمريكية الإضافية التي كانت ضرورية" لدعمه. وجاءت تصريحات ماكين ردا على تلك التي أدلى بها السناتور الديمقراطي كارل ليفين والذي أوصي بالتركيز على تعزيز القوات الأفغانية قبل التفكير في إرسال قوات أمريكية إضافية. وتؤكد هذه التصريحات تناقض مواقف المسؤولين الأمريكيين من الاستراتيجية الواجب انتهاجها في افغانستان الذي أصبح الوضع فيه شبيه بالمستنقع العراقي الذي سقط فيه الجنود الأمريكيون. وهو التناقض الذي جعل الرئيس الأمريكي لا يستطيع اتخاذ قراره بشأن إرسال قوات جديدة إلى هذا البلد على الاقل في الوقت الراهن. وفي هذا للسياق قال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن الرئيس الأميركي باراك اوباما لن يقرر قبل أسابيع عدة ما إذا كان سيرسل دعما إضافيا إلى افغانستان أم لا.