شارك الفنانان التشكيليان الجزائريان سفيان داي وصادق نور الدين، مؤخّرا، في معرض "خيوط الضوء.. منظورات يمنية وعربية"، الذي احتضنه مركز الفنون الحيّة" بمدينة ميسيساغا الكندية، بمشاركة 22 فناناً من اليمن، عُمان، لبنان، الجزائر، قطر، السعودية، السودان، فلسطينوالعراق، وبتنظيم "مؤسسة قمرية للفنون". يذهب الفنان الجزائري سفيان داي إلى رسم البورتريهات لأناس عاديين يعملون بمهن بسيطة، وكذلك تصوير الأزياء التقليدية التي يرتديها رجال ونساء، ومساكن قرب البحر، وغيرها. وتشتركُ أعمال داي في كونها تنتمي إلى المدرسة الواقعيّة، غير أنّها توظف، من الناحية التقنيّة، الألوان الزيتية، والألوان المائية، والكولاج، والحبر الصيني. ويجسّد هذا الفنان، في لوحاته بعض المناظر الطبيعيّة، فضلاً عن البورتريهات والمظاهر التقليدية، ومشاهد لحرفيين أثناء القيام بأعمالهم. ومن خصوصيات أعمال هذا الفنان، المتخرّج في مدرسة الفنون الجميلة بباتنة (اختصاص ألوان زيتية)، أنّها تحمل بصمات مميّزة بالسكّين، وشّح بها داي لوحاته بدقّة، فضلاً عن التنويع المقصود في أحجام وأشكال اللّوحات، حيث يعرض الفنان أعمالاً مربعة، ومستطيلة، ودائرية، وذلك بهدف إضفاء المزيد من اللّمسات الجمالية على اللّوحات. ويُشير الفنان إلى أنّه يشتغل باستمرار داخل ورشة بالبيت العائلي، من أجل تحقيق مزيد من التحكُّم في أدواته الفنيّة، لاعتقاده أنّ التكوين العلمي الذي تلقّاه خلال سنوات الدراسة بمدرسة الفنون الجميلة، غير كافٍ، ولا بدّ من تدعيمه بالعمل الجادّ، ومواكبة التطوُّرات التي يشهدها مجال الفنون الجميلة في الجزائر وعبر العالم. ولا يُخفي هذا الفنان تأثُّره بعدد من التشكيليين المعروفين أمثال إيتيان دينيه، وكذلك بروّاد المدرسة الانطباعية، حتى وإن كان يرى أنه في حلّ من اهتماماتهم الفنيّة والموضوعات التي تناولوها، لقناعته بضرورة أن يُساهم بأعماله الفنيّة في المحافظة على التراث والتقاليد المحليّة الجزائرية، وخصوصياتها التي تتجلّى في الألبسة والعمائر وغيرهما، خاصّة في ظلّ الغزو الفكري والثقافي. المعرض، يضمّ أنماطاً من الفن الإسلامي من زخارف هندسية معقّدة ومنسوجات ومنمنمات وأعمالٍ معدنية دقيقة وأعمال الخط العربي التي تعتمد على الربط بين المكتوب والبصري، بالإضافة إلى التصوير الفوتوغرافي والفن الرقمي. يضمّ المعرض أيضاً مجموعة من المصغّرات، التي تفصّل مشاهد متعدّدة من الحياة اليومية المعاصرة، وتصويراً لأحداث تاريخية، ونصوصاً شعرية ونثرية عربية تمّ توظيفها في لوحات حروفية، تؤكّد على مفاهيم الجمال، والتناظر، والانسجام. وإلى جانب التشكيلي الجزائري الآخر صادق نور الدين، يشارك الفنان التشكيلي اليمني عادل الماوري الذي يعود في أعماله إلى طرز العمارة التقليدية في بلاده، ورموز من التراث الشعبي كما في عمله "صنعاء تمنح قبلة لكلّ يوم جديد"، الذي يبرز اهتماماً خاصاً بالتفاصيل من أبواب ونوافذ ونقوش على الجدران، إلى جانب حضور العنصر البشري؛ حيث الرجال يسيرون في الشوارع والأزقة، ويحطّ ديك على أحد الأبنية، وخلفها البساتين والمناظر الطبيعية. أمّا الفنانة القطرية موضي الهاجري، فتشارك بعملين مصورين من مدونتها الفوتوغرافية التي توثّق الطبيعة والحياة في اليمن على مدار سبعة أعوام، وتتنوّع في مضامينها وزوايا التقاطها، ويعتمد الفنان العُماني سعيد العلوي كتابات وحروفاً في لوحاته التي يركز في كثير منها على الزخارف ومقاطع من أبنية تراثية، ويمزج الفنان السوداني نمارق محمد علي بين نماذج تقليدية من الخط العربي وأعمال توظّف الزخرفة في سياق تجريدي تعبيري. ويستخدم الفنان اليمني علي الحلالي الرصاص على الورق في العديد من أعماله التي تصور العمارة التقليدية واليمنية، والكولاج أيضاً في تركيب أعمال تجمع العنصر البشري والطبيعة، فيما تنزع الفنانة السعودية اعتدال عطيوي إلى التجريد في بناء لوحتها. ويشارك في المعرض أيضاً المقداد الدخيري من السودان، وخضر وشاح من فلسطين، وجاسم القيسي من العراق، وصادق نور الدين من الجزائر، وعصمت حريري من لبنان، وإسماعيل مفتاح وسلمى باخميس وحنان القبيصي وعمار خلف وغدير العريفي ومريم الهلالي ومهيب عبده ونزار السنفاني ووليد دلة وسوزانا زحيري من اليمن.