❊ الأطلس البليدي يخفي أسرارا لم تُكتشف إلى حد الآن تحضّر جمعية المشاة الهواة لمدينة الورود لتنظيم الطبعة الرابعة لسباق الدرب، الذي دأبت عليه كل سنة، بالنظر إلى دوره الكبير في الترويج للسياحة الجبلية للأطلس البليدي، التي لاتزال، حسب رئيس الجمعية أحمد شحمي، بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للتعريف بأهميتها خاصة في الجانب الاستكشافي. وحسبه، فإن جبال الأطلس البليدي تحتوي على الكثير من الأسرار التاريخية والطبيعية غير المكتشفة رغم أهميتها؛ باعتبارها واحدة من مقومات الجذب السياحي على مستوى ولاية البليدة التي تحتاج إلى التعريف بها أكثر. تسعى جمعية الهواة المشاة لمدينة الورود وعلى مدار السنة، إلى الترويج للسياحة الجبلية من خلال تنظيم خرجات الأعضاء والمنخرطين فيها الذين فاق عددهم 150 منخرط من مختلف الشرائح العمرية. ويكون الغرض من تنظيم خرجات للمشي في أحضان الطبيعة وفق مسالك غابية منظمة، صحيا بالدرجة الأولى، وللاستكشاف، والنزهة، والتعرف على ما يزخر به الأطلس البليدي من أماكن ساحرة، بعضها لم تطأه قدم إنسان بعد. وحسب رئيس الجمعية أحمد شحمي، فإن الجمعية تنظم خرجات بمعدل مرتين في الأسبوع؛ حيث يتم في كل مرة، اختيار منطقة معينة للسير فيها، بعدها يتم الاستقرار في مكان طبيعي للراحة، وتناول وجبة الغداء، واستكشاف المكان وما يحتويه من تنوع طبيعي، مؤكدا بالمناسبة أن مثل هذه الخرجات في الطبيعة، تلقى إقبالا كبيرا عليها من عشاق المغامرة والراغبين في الاستكشاف، خاصة عندما يتم تنظيمها في مواسم الشتاء؛ حيث يكون التخييم في أحضان الطبيعة. وسمحت الخرجات المبرمجة إلى الأطلس البليدي، بتغيير نظرة المشاركين نحو السياحة الجبلية؛ لأنها سمحت بالكشف عن الجانب الآخر من الغابات، الذي كان يعتقد البعض أنه مجرد أحراش وأشجار فقط، ليتم اكتشاف جمال الطبيعة العذراء، وما تحتويه من مناظر خلابة، وحيوانات مختلفة، ونباتات طبية وعطرية متنوعة. وقال رئيس الجمعية: "كل هذا قادنا إلى مقاسمة هذا الحدث الاستكشافي؛ من خلال فتح باب الانخراط والمشاركة لكل الراغبين في التعرف على أهمية السياحة الجبلية، التي لا تنقضي بموسم معيّن، وإنما يمكن ممارستها في كل موسم بالنظر إلى خصوصية كل فصل". وردّا على سؤال "المساء" حول مدى الاهتمام بالترويج للسياحة الجبلية على مستوى الأطلس البليدي من قبل المجتمع المدني، أوضح المتحدث أن المشكل في الترويج لهذا النوع من السياحة، قائم في المجتمع المدني في حد ذاته؛ لكون عشاق الطبيعة من محبي الاستكشاف، يفضلون الانخراط في مجموعات صغيرة، وممارسة هذا النوع من النشاط؛ الأمر الذي لا يخدم السياحة الجبلية؛ لأنه يرتبط بوقت معيّن، وسرعان ما يزول. كما إن النشاط لا يتم مقاسمته مع الغير باستثناء بعض الصور التي يتم عرضها بمواقع التواصل الاجتماعي، على خلاف الانخراط في الجمعيات الذي يعمل فيه الأعضاء وفق برنامج منظم، ويجعل العمل في المجال الترويجي لكل ما له علاقة بالسياحة الجبلية، نشاطا سنويا، لا يتوقف على مجرد تنظيم خرجات، وإنما يمتد إلى المساهمة في عمليات التنظيف والتوعية حول الحرائق، وتسييج بعض المناطق مثل المقابر، التي أصبحت منسية بأعالي الجبال، وحتى اكتشاف بعض المناطق غير المكتشَفة. وأوضح المتحدث أن أعالي جبال الشريعة اكتشفت فيها مجموعة من محبي الطبيعة، مؤخرا، مغارة. كما عُثر على حطام طائرة، ومستشفى قديم يعود للحقبة الاستعمارية، لافتا في السياق، إلى ضرورة انخراط مختصين في مثل هذه الجمعيات لإثراء السياحة الجبلية من الجانب التاريخي والطبيعي؛ حتى يكون مردود الجمعية في مجال الاستكشاف والترويج للسياحة الجبلية، مميزا أكثر، ويقدم إضافة لملف السياحة على مستوى البليدة. تظاهرات رياضية للترويج للسياحة الجبلية من بين الخصائص التي تتمتع بها الجمعيات، قدرتها على التنظيم بالتنسيق مع السلطات المحلية. وفي الإطار تعتزم جمعية الهواة المشاة لولاية البليدة، مطلع شهر نوفمبر القادم، تنظيم الطبعة الرابعة لسباق الدرب تحت شعار "على خطى مجاهدينا" الذي يضم سباقين؛ الأول: سباق البطولة الوطنية على مسافة 23 كلم، وهو عبارة عن جري ومشي في آن واحد. والسباق الثاني لفائدة الشركات والإداريين الذي انفرت به الجمعية على مسافة 6 كلم رجالا وإناثا. ويدخل النشاط، بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة ومصالح بلدية البليدة والشريعة، في إطار الترويج للسياحة الجبلية وممارسة الرياضة في نفس الوقت. و قال رئيس الجمعية في هذا السياق: "نحقق هدفين؛ واحدا رياضيا، والآخر ترويجي للسياحة الجبلية، واكتشاف ما يزخر به الأطلس البليدي من طبيعة خلابة؛ من خلال تنظيم المسالك في أحضان الطبيعة". ولم تقصر جمعية الهواة والمشاة في نشاطها على الترويج للسياحة الجبلية فقط، حسب رئيسها أحمد شحمي، وإنما امتد أيضا إلى تنظيم ألعاب رياضية لفائدة أبناء المناطق الجبلية والنائية؛ حيث تنظم تظاهرات ترفيهية لفائدة أطفال جبال الشريعة والنحاوة والصومعة وصوحان؛ من أجل رسم الابتسامة على وجوه الأطفال المحرومين من الترفيه في مثل هذه المناطق.