كشف الأستاذ حميد سلاس رئيس جمعية الذاكرة والتراث الثقافية، ل "المساء"، عن إنشاء متحف في بيت عائلة الأديب رابح خيدوسي، الذي كان ملجأ لمجاهدي البليدة، خصوصا الذين أشعلوا فتيلة الثورة في ليلة الفاتح نوفمبر بهذه الولاية. قدم الأستاذ سلاس ل "المساء"، تفاصيل أوفر عن هذا المتحف، الذي أُسس في 8 أكتوبر الماضي، على هامش احتفاء جمعية المشاة الهواة لمدينة الورود وعلى رأسها الأستاذ أحمد شحمي، باليوم العالمي للمعلم؛ في تظاهرة حضرها الأديب خيدوسي، وشعراء وأساتذة من بينهم سليمان جوادي. وأضاف أن جمعية الذاكرة والتراث الثقافية التي تأسست في 15ماي 2022، تهدف، تحديدا، إلى الحفاظ على الذاكرة الوطنية بكل عناصرها، ولهذا تم التأكيد على تدشين هذا المتحف الذي يقع في منطقة معمر من جبال بني ميصرا (الأطلس البليدي)، وكان بيتا لعائلة خيدوسي، وحاضنا لمجاهدي المنطقة، ومن بينهم الذين شاركوا في اندلاع ثورة أول نوفمبر، مثل سويداني بوجمعة وآخرين. وتابع سلاس أن تدشين متحف الذاكرة والطبيعة كان بشكل رمزي، على أن يتم تفعيله قريبا، وجعله مزارا يتوافد عليه الراعبون في اكتشاف المكان، الذي كان يبيت فيه المجاهدون، وبالأخص الذين أطلقوا أول رصاص ثورة أول نوفمبر من البليدة، ليكون هذا المتحف معلَما من معالم البليدة. كما أشار سلاس إلى أهداف تأسيس جمعية الذاكرة والتراث الثقافية، وهي إحياء التراث الثقافي لولاية البليدة، والاحتفاء بأعلام المنطقة؛ من علماء، وأدباء، ومجاهدين، وشهداء الولاية، علاوة على تنظيم ندوات حول الموروث الجزائري، ومن بينها ندوة شهرية حول كنوز التراث المتيجي، وملتقى وطني حول نفس الموضوع، بالإضافة إلى الترويج للسياحة الثقافية، والمحافظة على آثار المنطقة، وإنشاء مدوّنة حول تراث البليدة وأعلامها. وتوقف سلاس عند أهمية تدوين تاريخ البليدة. وأوكلت هذه المهمة للكاتبة عائشة بنور، معتبرا أن كتابة التاريخ الثقافي للبليدة، أمر في غاية الأهمية، ويدخل في باب تخليد هذا التراث وأعلام المنطقة، من خلال مؤلفات، ستسعى الجمعية إلى نشرها. أما عن نشاطات الجمعية، فتمثلت إلى حد الساعة، في تكريم الأديب الجزائري المقيم بالإمارات العربية المتحدة محمد حسين طالبي، الذي وصفه خيدوسي بسفير الثقافة الجزائرية بالإمارات، وتكريم المجاهد محمد عمراوي المدعو سي مفتاح، وهو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من مفجري ثورة أول نوفمبر بالبليدة. كما نُظمت ندوة، نشطها شهود عايشوا الثورة، من بينهم الباحث محمد خيدوسي، الذي تحدّث عن الثورة في منطقة بني ميصرا. وتم، بهذه المناسبة، زيارة مخبأ المجاهدين في هذه المنطقة. وبالمقابل، تحدّث سلاس عن ضعف الحركة الجمعوية الثقافية بالبليدة، وقلة المؤلفات التي تناولت تاريخ المنطقة. كما تطرق لسعي الجمعية لإيجاد مقر لها بمدينة البليدة بمساعدة السلطات المختصة، علما أن المقر الحالي للجمعية في بلدية الصومعة. كما للجمعية مكاتب في الشريعة والبليدة وحمّام ملوان، في انتظار أن تتوسع أكثر. أما عن مسألة التمويل فقال محدّث "المساء"، إن الجمعية التي تضم 18 عضوا مؤسسا، طلبت تمويلا من مديريات الشباب والرياضة والثقافة والسياحة لولاية البليدة، ومن مديرية المجاهدين وسلطات محلية أخرى، في حين سيتم، في الوقت المناسب، التوجه إلى القطاع الخاص، لتحقيق هذه الغاية، خاصة أن البليدة تضم مؤسسات اقتصادية عديدة، وهكذا سيتم التواصل مع كل محب لمدينته وأعلامها وتراثها وثقافتها، للمساعدة في التعريف بهم، وتثمينهم.