تبادر الجمعيات المهتمة بالأنشطة البيئية خلال هذا الوقت من السنة، ببرمجة عدد من الخرجات في إطار ما يسمى بالسياحة الجبلية؛ حيث يتم طيلة فصل الشتاء إلى غاية حلول فصل الربيع، تنظيم رحلات إلى أعالي الجبال مشيا على الأقدام، وهو ما دأبت عليه جمعية المشاة الهواة لمدينة الورود، التي تهدف من وراء خرجاتها، إلى الجمع بين النشاط السياحي والثقافي والرياضي. اختارت جمعية "المشاة الهواة" لمدينة الورود، في إطار برنامجها المسطر هذه السنة في خرجاتها الداخلية على مستوى ولاية البليدة، اختارت منطقة بابا محمد، التي تُعد إحدى أهم المناطق التي يزخر بها الأطلس البليدي. وتأتي المبادرة، من جهة، في إطار إنعاش السياحة الجبلية. ومن جهة أخرى في إطار التعريف بما تزخر به الولاية من ثروة غابية هامة، والتعريف بالتراث الثقافي لمختلف المناطق التي يتم زيارتها. وعرفت الخرجة الاستكشافية، حسب حمزة بورنان أمين عام بالجمعية في حديثه مع "المساء"، "مشاركة 67 شخصا من مختلف الأعمار والأجناس من محبي هذا النوع من الأنشطة السياحية"؛ حيث أسدى، حسبه، "المسؤولون تعليمات حول أهم ما ينبغي التقيد به خلال الرحلة، خاصة أن السياحة الجبلية للمبتدئين تنطوي على بعض المخاطر؛ كاحتمال الضياع، كما حدث الموسم الماضي؛ حين تاه أحد المواطنين بمنطقة الضاية، ثم وُجد بعد مدة من البحث عنه، ميتا، أو السقوط. وفي هذا الإطار يوضح محدثنا أنه يتم تنصيب منشطرين يعملون على ضمان بقاء المجموعة معا، وكذا الحرص طيلة الرحلة، على مرافقتهم ومتابعتهم حتى لا يتيه أي مشارك منهم. انطلقت بعدها الجولة الراجلة من باب الرحبة نحو منطقة ميمش، ثم بني شبلة، مرورا بمنطقة برغوث، ووصولا إلى واد الظلام؛ حيث أخذ الجميع قسطا من الراحة، وتزوّدوا بالمياه لمواصلة السير. وخلال الرحلة يقول الأمين العام حمزة كان أعضاء الجمعية يقدمون بعض المعلومات التاريخية والتثقيفية حول المناطق التي يتم المرور بها، إلى جانب إبراز أهم خصائصها البيئية. ثم أستأنف المشاركون المشي وصولا إلى منطقة بابا محمد، الشهيرة بشجرتها العملاقة ذات 800 سنة من الوجود، والتي تُعد مقصدا هاما للزوار والسياح من محبي الطبيعة؛ حيث توقف المشاركون في الجولة السياحية لاكتشاف المكان، والتقاط عدد من الصور التذكارية للمنطقة مع الأشجار العملاقة، ليتم استئناف الرحلة وصولا إلى منطقة سيدي عبد الرحمان؛ "المكان الخلاب" يكشف الأمين العام "الذي يتميز بمناظره التي تبعث الانشراح في النفس. ولعل ما زاد من جماله احتواؤه على واد نقي تجري مياهه غزيرة بعدما تشبعت بمياه الأمطار، وهي المنطقة التي تم اختيارها لتناول وجبة الغداء، وليحظى المشاركون بالقليل من الراحة". وفي جو عائلي مفعم بالأخوّة والدفء، انتهت الرحلة ليعود المشاركون، حسب محدثنا، أدراجهم، إلى نقطة الانطلاق، مرورا من منطقة تالة موكريس، ثم سيدي الكبير، لمسافة قدرت ب 24 كم، على أمل المشاركة في رحلة سياحية أخرى لاكتشاف جمال الأطلس البليدي". ويوضح الأمين العام أن مثل هذه الخرجات تلقى إقبالا كبيرا عليها من العائلات؛ حيث يتم تلقّي طلبات بالمشاركة في مختلف الرحلات التي يتم تنظيمها؛ لكونها تجمع بين السياحة والثقافة والرياضة.