أكد الباحث الجزائري في التصوف الدكتور محمد بن بريكة أن الخلفاء الراشدين استطاعوا أن يدركوا أعلى مراتب الحكم الرشيد من خلال إقامتهم لخلافة العدل وتشبثهم بمنهاج السنة النبوية الشريفة. وذكر السيد محمد بن بريكة خلال إلقائه لأول محاضرة مبرمجة في أشغال الملتقى الدولي الرابع لسلسلة "الدروس المحمدية" أول أمس بوهران والمنظم من طرف الزاوية الهبرية البلقايدية ببلدة سيدي معروف والتي اختير لها عنوان "دليل النجباء إلى سيرة السادة الخلفاء" أن تسيير الخلفاء الراشدين لشؤون الخلافة كان قوامه العدل والمساواة. وأضاف المتحدث أن الخلفاء الراشدين كانوا أشد الناس حرصا على الاستمرار في منهاج رسول الله بعد وفاته وكان همهم الأوحد هو مواصلة الدعوة والمحافظة على اللحمة بين الناس والتي تحققت في ظل الرسالة النبوية الشريفة. وقد ارتكزت محاضرة الدكتور بن بريكة على ثلاثة محاور تتعلق بحياة الخلفاء الراشدين وخلافتهم ووفاتهم حيث قال أنها تتضمن الكثير من العبر. وفي هذا الصدد؛ أوضح المتدخل أن حياة كل من الخلفاء الراشدين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب نماذج ثرية من مناهج السنة النبوية الشريفة وجميعهم التقوا عند الحرص على دعم هذا المنهج وجعله الميثاق الشامل لكل علاقاتهم ومعاملاتهم. وأشار الباحث الجزائري المذكور أن خلافة الصحابة الأربعة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم تحتوي على الكثير من المواقف والوقفات الهامة في تاريخ الأمة، مضيفا أنها تستوجب المزيد من القراءات والأبحاث لفهمها أكثر. وذكر في هذا الشأن أن زمن الخلفاء اتسم بالكثير من التعقيدات التي جعلت من مسألة الخلافة أمرا مستعصيا وأن حرصهم على المواصلة على منهاج السنة النبوية وتوظيفها في جميع المعاملات كان أمرا غير هيّن. وأوضح السيد محمد بن بريكة أن وفاة الخلفاء الراشدين واستشهادهم كان في صور مليئة بالعبر والمواقف التي تظهر مدى سمو عقيدتهم ورشدهم وتمسكهم بالسنة النبوية الشريفة. يذكر أن المحاضرة الأولى للملتقى الدولي لسلسلة "الدروس المحمدية" في طبعته الرابعة والذي افتتح أول أمس تحت شعار الآية الكريمة "محمد رسول الله والذين معه" عرفت حضور نخبة من علماء الدين والباحثين في السنة النبوية الشريفة قدموا من عدة أقطار عربية.