تنطلق اليوم بايطاليا فعاليات مهرجان البندقية السينمائي الدولي السادس والستين في دورة أقلّ ما يقال عنها أنّها سياسية بالدرجة الأولى بمشاركة الفيلم الجزائري "حرّاقة". أهمّ ما يميّز هذه الطبعة هو مشاركة المخرج الجزائري المعروف مرزاق علواش ضمن نافذة "أيام البندقية"، وهو البرنامج الذي لا يقلّ أهمية عن البرنامج الرسمي لأهمية اختياراته وثقل الأسماء التي تشارك فيه، وذلك بفيلم "حرّاقة" الذي يقدّم في عرض عالمي أوّل بعد أن كان من المقرّر أن يعرض في مهرجان لوكارنو، وكعادته يخوض مرزاق علواش في عمله الجديد هذا في أحد أهمّ مشاكل الشباب الراهنة واللصيقة بمجتمعه وهي "الحرقة" من خلال متابعته لرحلة الموت التي يقوم بها مجموعة من الشباب على متن القوارب الصدئة سعيا وراء الفردوس الشمالي المستحيل. وسيرافق علواش في رحلة هذه السنة ضمن "أيام فينيسيا" مخرجون مهمّون من عيار الصربي غوران باسكالييفيتش، الذي سيعرض جديده "شهور العسل" محلّلاً من خلاله كلّ تناقضات بلاده، وإلى جانب فيلم علواش يقتصر الحضور العربي في الدورة الجديدة لمهرجان فينيسيا الذي يعدّ أحد أهمّ المهرجانات السينمائية الدولية على مشاركة وحيدة ضمن المسابقة الرسمية للتظاهرة تسجّلها مصر عبر فيلم "المسافر" لأحمد ماهر الذي يعدّ ثالث عمل تشارك به مصر في التظاهرة بعد "حدوثة مصرية" (1982) و"هي فوضى" (2007) ليوسف شاهين. ويؤدي الفنان العالمي عمر الشريف دور البطولة في "المسافر" إلى جانب كلّ من خالد النبوي، عمرو واكد وسيرين عبد النور، وهو من تأليف وإخراج الدكتور أحمد ماهر، كما ستتمثّل المشاركة العربية أيضا في شريطين نسويين ضمن برنامج "آفاق". يذكر أنّ الدورة الجديدة للمهرجان ستغلب عليها النكهة السياسية بحيث من المنتظر أن تستضيف المخرج الأمريكي المثير للجدل مايكل مور بفيلمه النقدي الأخير حول أزمة الرأسمالية بعنوان "الرأسمالية، قصة حب"، هذا إلى جانب فيلم حول إمبراطورية سيلفيو برلوسكوني الإعلامية بعنوان "فيديوكراسي" الذي أثار جدلا في ايطاليا، فضلا عن فيلم "جنوب الحدود" للمخرج اوليفر ستون حول الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، وكذلك المظاهرات في إيران كما تراها المخرجة الإيرانيةالشابة هانا مخملباف في فيلم "أيام خضراء". وللمرة الأولى منذ عشرين عاما سيفتتح المهرجان اليوم بفيلم ايطالي هو "غومورا" الذي لفت الأنظار في مهرجان "كان" للسينما بتناوله للمافيا في نابولي، وسيكون فيلم "باريا" الذي يروي قصة مسقط رأس المخرج الصقلي جوزيبي تورناتوري (سينما باراديزو)، من بين أربعة أفلام ايطالية تتنافس للفوز بجائزة "الأسد الذهبي" إلى جانب "لو سباتسيو بيانكو" لفرانشيسكا كومنشيني، "ايل غراندي سونيو" لميكيلي بلاتشيدو و"لا دوبيا اورا" لجوزيبي كابوتوندي. كما ستشهد الدورة حضورا قويا للسينما الفرنسية من خلال مخرجين لامعين أمثال باتريس شيرو بفيلمه"اضطهاد"، جاكون فان دورميل بفيلمه "مستر نوبادي" وجاك ريفيت بفيلمه "36 لقطة لجبل سان لوران". ومن الأفلام الأمريكية المشاركة والمثيرة للاهتمام كذلك أولى أعمال مصمّم الأزياء توم فورد "رجل عازب"، وفيلم "نجاة الأموات" الذي يمثّل الجزء الأخير من سلسلة أفلام جورج روميرو التي بدأها عام 1968، وسيكون النجوم أمثال جورج كلوني مع فيلم "الرجال الذين يحدّقون بالأشباح" الذي يشارك خارج المسابقة الرسمية في الموعد إلى جانب مات ديمون بطل آخر أفلام المخرج ستيفن سوديربرغ "المخبر"، فضلا عن سيلفيستر ستالون الذي سيكرّمه المهرجان، ويرأس لجنة تحكيم هذه الدورة التي تختتم في 12 سبتمبر الجاري المخرج التايواني انغ لي ( صاحب بروكباك ماونتين) وتضمّ خصوصا الممثلة الفرنسية ساندرين بونير والمخرجة الايطالية ليليانا كافاني.