أكد المخرج السينمائي الجزائري مرزاق علواش أنه يؤمن بالتجديد في القطاع السينمائي في الجزائر شريطة وضع سياسة ثقافية ودعم الإبداع، مضيفا في تصريح له على هامش الطبعة ال24 للمهرجان الدولي للفيلم الفرانكوفوني لنامور (بلجيكا) بعد عرض فيلمه الأخير "حراقة " ضمن المسابقة الرسمية للتظاهرة أن هناك مؤشرات عديدة توحي بحدوث تجديد في القطاع. لكن مخرج فيلم "عمر قاتلتو " أوضح أن هذا التجديد في حاجة إلى مسار دعم يقوم على سياسة ثقافية حقيقية وسياسة دعم الإبداع. علواش أشار أيضا أن دعم الإبداع ماليا غير كاف فلا بد حسبه من توفير مناخ مناسب ودعم المنتوجات ومرافقتها حتى وإن كانت ضعيفة من أجل إعادة بعث القطاع، مطالبا باقتراحات حقيقية وفعالة للتكفل بالمشاكل التي يعانيها القطاع لا سيما حرية تنقل الأفلام الجزائرية وتوزيعها واحتكاكها مع ما يتم إنجازه في العالم. وبشأن ما يتم إنجازه أشاد علواش صاحب الرصيد السينمائي الكبير ( باب الواد سيتي، العالم الآخر، باب واب، شوشو،...) بعملية ترميم قاعات السينما التي تقوم بها الوزارة ذلك "مهما للغاية" مشيرا إلى ضرورة ترك الناس يبدون آراءهم وينتقدون ويناقشون المشاكل قائلا: "أريد أن يسمح لي بتصوير أفلامي وبعد ذلك انتقادي". علواش أكد أيضا أن هناك الكثير من الشباب يرغبون في التعبير بالصورة خاصة بعد أن أصبح الأمر ممكننا من الناحية التقنية مع التطور التكنولوجي الكبير الذي يعرفه العالم والذي يسمح بالتصوير بكاميرا صغيرة. وبالمقابل عبر صاحب فيلم "سلام ابن العم" عن أمله في الحصول على دعم من السلطات العمومية من أجل توزيع فيلمه الأخير "حراقة" لاسيما وأنه بدأ عرضه في المهرجانات على غرار مهرجان البندقية مؤخرا، كاشفا أنه من المتوقع عرضه بالجزائر العاصمة في فيفري أو مارس 2010 . وبشأن فيلمه "حراقة" الذي يعرض ضمن المنافسة الرسمية للمهرجان إلى جانب 14 فيلما آخر، أشار المخرج أن فيلمه ليس إدانة للظاهرة وإنما إدانة لوضع يعتبره مهينا، مضيفا أنه لا يسعى إلى التحريض على "الحرقة" لا يقول إنها الحل السحري لكل المشاكل، وفي نفس الوقت لا يبين أنها مغامرة رائعة. يذكر أن فيلم "الحراقة" يتناول إشكالية الهجرة غير الشرعية وقوارب الموت عبر قصة أربعة شبان جزائريين من بينهم فتاة وستة مترشحين آخرين جاءوا من الصحراء لركوب الموج هربا من البطالة والفقر وأملا في بلوغ جنوباسبانيا، وقد صور الفيلم (103 دقيقة) خلال الشتاء الماضي في مستغانم ثم في سات و فرونتيون في فرنسا. و تحتل الجزائر هذه السنة في المنافسة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم الفرانكوفوني لنامور مكانة هامة، فإلى جانب فيلم "الحراقة" تشارك الجزائر بفيلم "السفر في الجزائر العاصمة" لعبد الكريم بهلول وآخر "وداعا يا غاري" لنسيم اماووش.