علمت "المساء" من مصادر موثوقة أن الفيلم الجزائري "رحلة إلى الجزائر" لعبد الكريم بهلول سيكون ضمن أفلام المسابقة الرسمية للدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي الدولي المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة بين 9 إلى 16 ديسمبر المقبل. وأكثر من ذلك فإن فيلم عبد الكريم بهلول الذي يعد من آخر الأفلام المنتجة قد يختار كفيلم افتتاح لأهم مهرجان سينمائي عربي، حسب ما أكدته نفس المصادر. ولن تقتصر المشاركة الجزائرية في هذا المهرجان الذي فرز لنفسه رغم حداثة سنه مكانة هامة في رزنامة المهرجانات السينمائية العربية وحتى العالمية، بل من المنتظر أن يشارك المخرج مرزاق علواش هو الآخر ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان وذلك بفيلمه الجديد "حراقة " العائد مؤخرا من مهرجان البندقية، حيث شارك ضمن نافذة "أيام فينيسيا"ولقيا استحسان بعض النقاد. يشار إلى أن فيلم "رحلة إلى الجزائر" الذي أخرجه عبد الكريم بهلول وأنتجه بشير درايس سبق وان قدم في عرض أول بالجزائر وذلك خلال الطبعة الأخيرة لمهرجان الفيلم العربي بوهران، حيث اختير كفيلم افتتاح المهرجان شهر جويلية الفارط. الفيلم يتناول قصة حقيقية لإمرأة تجد نفسها وحيدة مع أبنائها الصغار بعد استشهاد زوجها، لتبدأ رحلة من المعاناة في مجتمع خرج لتوّه من الاستعمار. تبدأ حكاية "وردية" باستشهاد زوجها على يد جنود فرنسيين، وهو ما يحدث صدمة نفسية عنيفة لأحد أطفالها، وبعد الاستقلال تحصل على بيت من معمّر فرنسي فتنتقل للعيش فيه، لكنها لا تنعم بالراحة طويلا، حيث يلاحقها أحد أعيان البلدة الذي يرغب في الاستيلاء على البيت وضمه لممتلكاته، وحين تيأس من استرجاع حقّها والتخلّص من تهديداته ووقوف السلطات المحلية عاجزة عن فعل أي شيء، لا تجد "ورية" حلا سوى السفر إلى العاصمة من أجل لقاء رئيس الجمهورية، فتتجه المرأة رفقة ابنها للقاء الرئيس (أحمد بن بلة آنذاك) لتطرح عليه قضيّتها، لكنها تفاجأ بأنه مسافر إلى وهران، فتلتقي بقائد أركانه هواري بومدين، الذي يستقبلها وينصت إليها باهتمام وتأثّر ويقرّر مناصرتها وإعادة حقّها المسلوب. أما فيلم "الحراقة" الذي سجل عودة المخرج الجزائري مرزاق علواش للساحة الدولية فيخوض بدوره في أحد أهم القضايا الراهنة والتي تمس الشباب بالدرجة الأولى على غرار ما عودنا عليه المخرج على امتداد مسيرته الفنية من "عمر قاتلته"... إلى"شوشو" إلى "باب الواد سيتي"، "باب واب". حيث يطرح المخرج من خلال فيلمه الجديد إشكالية الهجرة غير الشرعية وسعي الشباب إلى دفع أرواحهم في زوارق الموت سعيا وراء سراب الغرب، وذلك عبر استعراض سيرة مجموعة من الشباب يركبون الموج غير آبهين بالموت سعيا وراء تحقيق حلم الهجرة إلى فردوس الشمال، والوصول إلى اسبانيا هربا من عجزهم وانسداد الأفق في وجههم ليدفعوا في الأخير ثمنا غاليا،عمرهم. يذكر أن الدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي الدولي سيشهد تنظيم 12 برنامجاً منها برنامج "ليالٍ عربية"، و"أصوات خليجية"، و"سينما العالم"، و"سينما الأطفال"، و"سينما آسيا-إفريقيا"، وبرنامجا لتكريم إنجازات الفنانين. كما سيعرض المهرجان مجموعة متنوعة من الأفلام الهندية ويتضمن "مسابقة المهر العربي" و"مسابقة المهر الآسيوي-الإفريقي"، وباقة جديدة من الأفلام الوثائقية والأفلام الروائية الطويلة والأفلام القصيرة، كما سيضع المهرجان السينما الفرنسية في دائرة الضوء. وقد شهدت دورته الأخيرة استقبال أكثر من 47 ألف زائر ومجموعة من ألمع النجوم والمشاهير، وشهدت عرض 179 فيلماً من 66 دولة من ضمنها 18 فيلماً عالمياً في عرض عالمي أول. وكانت السينما الجزائرية في هذه الدورة أي دورة 2008 قد ضربت بقوة من خلال حصول فيلم "مسخرة " لالياس سالم على جائزة أفضل فيلم في المهرجان إلى جانب جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما - فيبريسكي، كما حاز فيلم "آذان" لرابح عامر زغميش على جائزة أفضل موسيقى، أفضل مونتاج وكذا لجنة التحكيم الخاصة.