عاد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مساء أول أمس إلى أرض الوطن، قادما من العاصمة الليبية طرابلس حيث شارك في القمة الإفريقية الخاصة بتسوية النزاعات في إفريقيا وفي لقاء القمة حول التغيرات المناخية، كما حضر الاحتفالات المخلدة للذكرى ال40 للثورة الليبية. وقد شكلت مشاركة الرئيس بوتفليقة في القمتين الإفريقيتين بليبيا مناسبة لتجديد موقف الجزائر حول المسائل العالقة على المستوى القاري والمطروحة للنقاش بحدة أمام قادة الإتحاد الإفريقي، حيث أكد رئيس الجمهورية في الكلمة التي ألقاها أمام القمة الخاصة بتسوية النزاعات والأزمات الحاصلة في دارفور والصومال ومنطقة البحيرات الكبرى، أن إفريقيا مطالبة برفع تحدي إنهاء هذه النزاعات التي ترهق حاضرها وترهن مشاريعها المستقبلية، ملاحظا بأنه من غير المنطقي أن يرهن مصير القارة صراعات عشائرية وقبلية وعرقية في زمن تتحكم فيه التجمعات الإقليمية. ودعا الرئيس بوتفليقة بالمناسبة الاتحاد الإفريقي إلى اعتماد مقاربة جديدة وشاملة تراعي معالجة أسباب النزاعات والتوترات في إفريقيا ومكافحة الإرهاب وتفعيل أدوات مواجهة حالات الحرب، على غرار منظومة السلم والأمن الإفريقية، مع تعزيز آلية الإنذار السريع التابعة للاتحاد الإفريقي والعمل على تعزيز مسار السلام عند الشروع في تسوية نزاع معين، مؤكدا في سياق متصل بأن تنفيذ رزنامة التنمية في القارة التي بادر بها الاتحاد الإفريقي يتوقف على تحقيقي السلم والأمن والاستقرار في ربوع القارة. وفي كلمة أخرى ألقاها أمام المشاركين في قمة مجموعة العشر الإفريقية حول التغيرات المناخية جدد رئيس الجمهورية موقف الجزائر من ظاهرة التغيرات المناخية، مؤكدا أن هذه الظاهرة تشكل في الظرف الراهن أكبر تحد يواجهه العالم. كما أبرز بالمناسبة أهمية الموقف الإفريقي المشترك الذي تمت صياغته بالجزائر في نوفمبر 2008، وجرى تحيينه بنيروبي في ماي 2009، مشيرا إلى أن هذا الموقف يقدم البرهان على ما يحذو القادة الأفارقة من إرادة مشتركة في توحيد كلمة إفريقيا في منتديات التفاوض الدولية، ودعا الرئيس بوتفليقة الذي شدد على ضرورة الحفاظ على المسعى التضامني والتوافقي في القارة، المجموعة الدولية إلى تحمل مسؤوليتها لمساعدة إفريقيا على تأمين تنميتها الاقتصادية وعلى الوفاء بالتزاماتها إزاء الأهداف الإنمائية للألفية. وخلال تواجده بالجماهيرية الليبية شارك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الشعب الليبي احتفالاته المخلدة لمرور أربعين سنة على ثورة الفاتح سبتمبر 1969، حيث تابع من على المنصة الشرفية التي نصبت بالساحة الخضراء بطرابلس إلى جانب قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي والعديد من الملوك ورؤساء الدول من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية. الاستعراض العسكري ومهرجان الموسيقى العسكرية، مع الإشارة إلى أن الجزائر شاركت في هذه الاحتفالات بتشكيلة من الحرس الجمهوري والقوات البرية. كما التقى رئيس الجمهورية خلال زيارته إلى ليبيا بالعديد من الملوك ورؤساء الدول، من بينهم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والفنزويلي هوغو شافيز ورئيس مجلس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني. وعند مغادرته العاصمة الليبية طرابلس مساء أول أمس بعث رئيس الجمهورية برسالة شكر وعرفان إلى قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي، أشاد فيها بحفاوة الاستقبال وحسن الضيافة التي حظي بها والوفد الذي رافقه خلال الزيارة، ونوه بالتقدم الكبير التي حققته ليبيا على درب التنمية والتطور والرخاء. وحيا السيد بوتفليقة في رسالته نظيره الليبي الجهود الموصولة التي يبذلها بلده الشقيق لصالح قضايا الاتحاد الإفريقي، معربا عن ارتياحه لما لمسه من اطراد العمل المشترك في سبيل تطوير العلاقات الثنائية وتنسيق مساعي البلدين إفريقيا وعربيا و دوليا. كما جدد الرئيس بوتفليقة في رسالة أخرى بعث بها لنظيره التونسي السيد زين العابدين بن علي، بمناسبة عبوره الأجواء التونسية عزمه على تعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر وتونس في جميع مجالات التعاون.