توجه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس إلى الجماهيرية العربية الليبية في زيارة رسمية تدوم يومين بدعوة من قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي، ويشارك خلالها في القمة الخاصة حول النزاعات في إفريقيا وفي قمة اللجنة العاشرة حول التغيرات المناخية، كما سيحضر رئيس الدولة بالمناسبة المراسم المخلدة للذكرى الأربعين لثورة الفاتح سبتمبر 1969. فمن المقرر أن يشارك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بطرابلس يوم غد الثلاثاء في احتفالات الذكرى الأربعين لتولي قائد الثورة الليبية العقيد معمر القدافي الحكم في بلاده، وذلك بعد أن يحضر قمة الاتحاد الإفريقي التي ستبحث النزاعات في القارة السمراء، ولا سيما منها نزاعا دارفور والصومال. وستتيح هذه المناسبة فرصة لرئيس الجمهورية ونظرائه من القارة الإفريقية للتأكيد مجددا على موقفهم من القمة العالمية حول المناخ المقررة في ديسمبر المقبل بكوبنهاغن. وقد ابرز الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل الذي ترأس الوفد الجزائري في اجتماع مجلس وزراء الخارجية بطرابلس أهمية هذه القمة الخاصة، بالنسبة لتسوية النزاعات في القارة، والتي تدل حسبه على العناية والأهمية اللتين يوليهما القادة الأفارقة لمسألة النزاعات، بغية اتخاذ الاجراءت العاجلة الكفيلة بضمان الامن وتحقيق تنمية حقيقية في القارة. واعتبر أنه من البديهي أن تنطلق هذه القمة من المبادئ الأساسية التي يقوم عليها الاتحاد الإفريقي والمتعلقة بضرورة إعادة السلم والأمن للقارة، والبحث عن حل نهائي للنزاعات. ومن هذا المنطلق يرى الوزير أن إفريقيا تمكنت من تسوية العديد من النزاعات، ما يشكل خطوة هامة من اجل التوصل إلى نتائج ملموسة على هذا الطريق، مشيرا إلى أن أشغال القمة التي يشارك فيه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ستتوج ببيان ختامي وبسلسلة من التوصيات حول النزاعات في دارفور والصومال وفي منطقة البحيرات الكبرى. وخلال تدخله أمام المشاركين في الاجتماع التحضيري للقمة حيا السيد مساهل الدور الريادي للاتحاد الإفريقي والتعاون الذي أقامه مع الأممالمتحدة، فيما يخص تسيير النزاع في دارفور، لا سيما من خلال نشر قوات إعادة السلام. وبعد أن ذكر بموقف الجزائر بخصوص هذه المنطقة، والقائم على احترام الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للسودان، جدد الوزير نداءه إلى كل الأطراف المتنازعة من اجل بعث الحوار ومن اجل تنفيذ اتفاقات ابوجا لسنة 2006، مؤكدا أهمية أن يثمر هذا الحوار حلا توافقيا ونهائيا لللنزاع. وبخصوص الصومال اعتبر السيد مساهل أن حل هذا النزاع يجب البحث عنه من خلال تعزيز الحكومة القائمة وتنفيذ اتفاقات جيبوتي التي مهدت الميدان للحوار، مشيدا بالمناسبة بعمل الاتحاد الإفريقي والبلدان المجاورة، من أجل وضع وحدات تحت تصرف بعثة حفظ النظام في الصومال.ودعا الوزير في هذا السياق إلى تدخل أكبر لمنظمة الأممالمتحدة وشركاء التنمية من اجل تعزيز الحكومة الصومالية الانتقالية ومرافقتها في وضع المؤسسات الوطنية، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة دعم المجموعة الدولية لهذه الجهود من اجل العودة النهائية للسلام. أما فيما يخص الوضع في منطقة البحيرات الكبرى فتوقع السيد مساهل دعوة القادة الأفارقة إلى التطبيق الصارم لكل الاتفاقات التي وقعت بين مختلف المتنازعين تحت إشراف الاتحاد الإفريقي. ويرتقب أن يحضر أكثر من 40 رئيسا وزعيما إفريقيا هذه القمة التي انطلقت نهاية الأسبوع على مستوى الخبراء، تلاها عقد اجتماع وزاري أمس خصص لعرض نتائج الورشات الأربعة حول دارفور والصومال ومنطقة البحيرات الكبرى والنزاعات الأخرى، التي تشكل أهم محاور جدول الأعمال المطروح أمام القادة الأفارقة اليوم، والذي يتناول أيضا إمكانية إعادة العلاقات بين الخرطوم ونجامينا، وبحث آثار التغيرات المناخية على القارة. وإلى جانب ذلك يحيي الزعيم الليبي معمر القذافي غدا الثلاثاء الذكرى الأربعين لتسلمه السلطة في احتفال ضخم ينتظر أن يحضره العديد من رؤساء دول وحكومات.