استفادت نحو 700 امرأة من التشخيص المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم، في إطار قوافل تحسيسية مكثفة، تنظم ضمن برنامج إحياء "أكتوبر الوردي" بولاية ورقلة، تحت شعار "لا تترددي فحصك الآن أمان واطمئنان"، حسبما أكده المدير المحلي للصحة، طارق بلباي. توفر هذه القوافل التحسيسية، التي انطلقت مطلع الشهر الجاري، فحوصات واستشارات مجانية، ومن التصوير الشعاعي للثدي (ماموغرافي)، واختبار حالة عنق الرحم، لفائدة النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و65 سنة، عبر عديد العيادات متعددة الخدمات، التابعة لبلديات الرويسات وورقلة وحاسي مسعود وحاسي بن عبد الله والبرمة الحدودية. كما عرفت هذه الحملة، التي تتواصل إلى غاية نهاية شهر أكتوبر الحالي، تقديم توجيهات ونصائح حول دور الفحص الدوري والذاتي والتشخيص المبكر، لتفادي التعقيدات الصحية وأهمية الاعتناء بالصحة النفسية، بعد تشخيص الإصابة بسرطان الثدي أو سرطان عنق الرحم، بالإضافة إلى توزيع مطويات وصور، تبين أعراض الإصابة بهذا المرض لدى النساء. يؤطر تلك القوافل الطبية، التي تنظمها مديرية الصحة عبر عدد من هياكل الصحة الجوارية والجمعيات المحلية، على غرار جمعية "منبع الحياة للقابلات" و"كافل المريض"، طاقم طبي يضم أخصائيين في أمراض النساء والتوليد والأورام السرطانية والأشعة، بالإضافة إلى أطباء عامين وقابلات وأطباء نفسانيين، مثلما أشير إليه. وجرى تجهيز هذه القوافل بجميع الوسائل والعتاد الطبي اللازم للتشخيص، والتكفل الإستعجالي بالمصابات في حال اكتشاف حالات مؤكدة بين النساء اللواتي يتقدمن للفحوصات، وفق ذات المصدر. يتوخى من هذه المبادرة الصحية، القيام بالتشخيص المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم، لفائدة أكبر عدد ممكن من النساء، خاصة اللواتي يقطن بالمناطق النائية، في إطار تنفيذ برامج الصحة الجوارية وتقريب العلاج من المواطن. كما تهدف كذلك إلى تعزيز الوعي في أوساط المجتمع، بأهمية الكشف المبكر ضد السرطانات، لاسيما سرطان الثدي لدى النساء والوقاية منه، وتوفير سبل التحكم فيه طبيا ومعالجته في حينه بأقل جهد وأقل التكاليف، كما جرى شرحه. وأبدت بالمناسبة، النساء اللواتي تقدمن من أجل إجراء الفحوصات، وعيا كبيرا بخطورة هذا المرض، وبضرورة الوقاية منه، من خلال تشخيصه في مراحله الأولى، وأهمية التصريح بالإصابة. من المنتظر أن تمس تلك القوافل التحسيسية، العديد من المناطق النائية بالولاية، على غرار قرى فران ودبيش والعقلة وغرس بوغفالة (بلدية أنقوسة) وعوينة موسى وأم الرانب (سيدي خويلد) وسكرة (ورقلة) وغيرها، وفق ما أشير إليه. كما تستغل مديرية الصحة صفحتها ب"الفايسبوك"، لإيصال الرسالة إلى أكبر عدد من النساء المستهدفات، من خلال بث فيديوهات قصيرة ونشر معلومات عن مرض سرطان الثدي خاصة، الذي يتصدر أنواع السرطانات التي تصيب النساء، وأهمية التشخيص المبكر. يذكر أن ولاية ورقلة تتوفر على مركز جهوي لمكافحة السرطان، يستقبل المرضى من عدة ولايات الوطن، ويشرف على تأطيره طاقم طبي وشبه طبي جزائري-كوبي، إضافة إلى مصلحة للطب النووي بالمؤسسة العمومية الاستشفائية "محمد بوضياف"، بهدف ترقية الخدمات الصحية والتشخيص والعلاج الموجه لفائدة هذه الفئة من المرضى.