يستقبل مركز مكافحة السرطان بالوادي، 72 مريضا شهريا، من عديد الولايات المجاورة، رغم ان هذا الأخير يشتغل بمصلحة واحدة، تتمثل في مصلحة العلاج الكيمياوي للأورام السرطانية، واستقبل السنة الماضية ما يقارب 530 مريضا، وهذا المرفق الطبي الذي يتوفر على 140 سريرا وفّر على المرضى عناء التنقل إلى الولايات الأخرى لأغراض العلاج، لاسيما المعوزين منهم. يؤدي داء السرطان بحياة حوالي 12 شخصا كل شهر بالوادي، ويصيب في نفس الفترة ما يقارب 22 شخصا، فيما سجلت جمعية مساعدة الأشخاص المصابين بداء السرطان «الفجر»، إصابة أكثر من 3 آلاف إصابة بداء السرطان خلال السنة الماضية، بمختلف ربوع الولاية، وهذا حسب آخر الاحصائيات لدى خلية مركز مكافحة السرطان والجمعية ذاتها، وذلك على لسان محمد زغدي رئيس الجمعية موكدا في هذا الإطار أن حالات المرضى بالسرطان في تزايد مستمر. الإصابة بداء السرطان بالولاية، تختلف من مريض لآخر، غير أن أغلب تلك الحالات محصورة في 6 أنواع من السرطانات، وهي سرطان الثدي، وعنق الرحم عند النساء، وسرطان الرئة، القولون والبروستات عند الرجال، وسرطان الدم عند الأطفال، فيما أشار محمد الزغدي، أن أزيد من 80 بالمئة من حالات الإصابة بهذا الداء، يقع في أوساط النساء، وأرجع هذا الأخير، ارتفاع حالات الإصابة وعدد الوفيات، نتيجة إلى اكتشاف هذا الداء في المرحلة الثالثة من المرض، وهي مرحلة متأخرة يستعصى طبيا خضوع المصاب إلى العلاج الكيميائي والإشعاعي، مما يستدعي علميا خضوعه إلى العناية الطبية المركزة. ومن أجل التحسيس في وسط المواطنين، قامت فيما سبق المؤسسة الاستشفائية المتخصصة بالأم والطفل للولاية، بتنظيم القافلة الطبية التحسيسية الثالثة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، مسّت العديد من بلديات الولاية، لفائدة النساء اللواتي يقطن بالمناطق النائية، وذلك بالتنسيق مع المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالوادي، وجمعية الفجر لمساعدة مرضى السرطان بالولاية، واستهدفت هذه الحملة، التي أشرف عليها شخصيا مدير المؤسسة الاستشفائية المتخصصة بالأم والطفل موسى عبلول بمساعدة طاقم طبي وشبه طبي متخصص، على وجه الخصوص النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 40 و69 سنة بالنسبة لسرطان الثدي، وما بين 30 و49 سنة بالنسبة لسرطان عنق الرحم، وهي الفئة العمرية الأكثر تعرضا لهذا المرض والذي يتسبب في عدد كبير من الوفيات بسبب تأخر التشخيص. وتمّ مباشرة المبادرة بتأطير طاقم من الأطباء في طب النساء وعدد من القابلات، إلى جانب طبيبة كوبية أخصائية في الاشعة والتصوير، وتسخير كل الموارد المادية والبشرية لإنجاح هاته الخرجة والخرجات السابقة، واستهدفت القافلة الطبية التحسيسية للكشف المبكر عن سرطان الثدي بالدرجة الأولى النساء الماكثات في البيت، اللواتي لا يستطعن القيام بالكشف المبكر في العيادات العمومية المتخصصة والتنقل لعاصمة الولاية، وهي الشريحة التي تسجل إصابات بهذا المرض في مراحل متقدمة يصعب علاجها. وسعت هذه الحملة التحسيسية منذ شروعها في العمل التحسيسي، رفع مستوى الوعي الصحي لدى النساء، في القرى والمناطق البعيدة، حيث أسفرت الحملات السابقة عن اكتشاف العديد من حالات الإصابة بسرطان الثدي، عند النساء اللواتي يقطن في القرى البعيدة، الذي يتصدّر قائمة السرطانات المسجلة في الوطن، بمخاطر هذا النوع من السرطان، وإبراز أهمية القيام بالكشف والتشخيص المبكر لهذا المرض، خاصة أن 90 بالمائة من الإصابات بسرطان الثدي وعنق الرحم يمكن علاجها إذا اكتشفت في مراحلها الأولى.