كشفت الكشافة الإسلامية الجزائرية عن تنظيم مسابقة وطنية لفائدة الأحداث والمسجونين ابتداء من ال27 من رمضان الجاري، قصد توجيههم وإعادة ادماجهم في المؤسسات التربوية بعد قضاء فترة العقوبة، وذلك في إطار التعاون الثنائي مع المؤسسة العقابية وإدارة السجون. وأكد القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية السيد نور الدين بن براهم في تصريح ل"المساء" أن هذه المسابقة التي سيحتضن فعالياتها سجن الحراش، تعد ثمرة الجهود المبذولة لحماية الأحداث والشباب من الآفات الاجتماعية التي تهدد مستقبل هذه الأجيال، وأشار إلى الدور الكبير الذي لعبته المنظومة الكشفية في إعادة إدماج المحبوسين بفضل النشاط الكشفي المتواصل الذي اعتادت على إقامته كل سنة داخل المؤسسات العقابية. وعلى هذا الأساس استطاعت المنظمة خلال هذه السنة إدماج 85 مسجونا في مختلف ميادين الحياة العملية بعد نفاذ عقوبتهم المقررة، حيث استطاعوا التأقلم في الفضاءات المفتوحة على غرار المخيمات الصيفية والمؤسسات التربوية كالمدارس ومراكز التكوين المهني. كما أثنى القائد العام للكشافة الجزائرية على مبدأ العمل للنفع العام الذي أقرته وزارة العدل لفائدة المحبوسين المتابعين بجنح لا تتعدى ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن المنظمة التي يشرف على قيادتها ستتابع هذا الإجراء بكل حزم قصد تغيير نظرة المجتمع للمحبوسين وإدماج أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع المدني في الحياة العادية وأكثر من ذلك، تجنيب الشباب المخدرات وأشكال الانحرافات. وأضاف المتحدث بخصوص الظواهر والآفات الاجتماعية أن الكشافة الإسلامية الجزائرية تقف موقفا ثابتا في مواجهة هذه الأخيرة من خلال تكوين وتدريب القيادات الكشفية وتنظيم أيام إعلامية لتحسيس الشباب غير الكشفي بمخاطر المخدرات. وفي هذا السياق، أشار السيد بن براهم إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الكشافة لمواجهة مختلف الآفات المهددة للشباب، وذلك من خلال إبرام عدة اتفاقيات دولية مع صندوق الأممالمتحدة حول السيدا ومنظمة اليونيسيف لحماية الطفولة، واتفاقيات أخرى لمحاربة الفقر مما يجعل الشباب في مرحلة متقدمة من التأهيل. ومن جهة أخرى، أكد القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية مواصلة سياسة الانفتاح على مناطق الريف في إطار برنامج "سكوت ريف" الذي أطلقته المنظمة في 27 ماي الماضي، بهدف شغل الأماكن الريفية التي كانت تعاني من العزلة وتدهور الأوضاع الأمنية، وأضاف أن هدف المبادرة يكمن في إيصال الأفواج الكشفية إلى هذه المناطق وتنويع النشاط الكشفي وتوسيع قاعدة المنظومة الكشفية وخلق توأمة اجتماعية بين شباب الريف والمدينة. وأردف المسؤول أنه تم تكوين 60 فوجا كشفيا ريفيا بفضل برنامج "سكوت ريف" الذي أعطى دفعا نوعيا للكشافة من خلال التوقيع على اتفاقية مع المديرية العامة للغابات لشغل المناطق الريفية والغابية. و في هذا الإطار أشار السيد بن براهم إلى اختيار شعار "الكشفية الريفية" للدخول الاجتماعي الكشفي لسنة 2009 / 2010 المقرر يوم 10 أكتوبر القادم، حيث سيكون التركيز على تطوير البرامج الكشفية لتوزيع الدليل العالمي البيئي الكشفي برعاية وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة السيد شريف رحماني والوكالة الألمانية للتعاون والتنمية. مضيفا أنه تم طبع 3ألاف نسخة من هذا الدليل الذي يضم 16 مفهوما بيئيا كالماء، التعامل مع النفايات البلاستيكية،...إضافة الى إنتاج دليل التربية الإسلامية في منهج الكشافة الإسلامية يتم توزيعه على الكشفيين. وفي إطار المشاريع المستقبلية التي سطرتها الكشافة الإسلامية أكد نور الدين بن براهم مشاركة المنظومة الكشفية في المؤتمر العالمي لسياسات الشباب المقرر تنظيمه بالنمسا بدعوة من وزير الاقتصاد والتنمية النمساوي، حيث سيتم إعداد دليل للكشاف يحدد مختلف النشاطات والمسؤوليات التي يضطلع بها. كما أضاف المسؤول مواصلة الشراكة مع المؤسسات الكشفية الدولية، حيث سيتم التوقيع على اتفاقية التعاون مع مؤسسة "بريتيش كونسيل" البريطانية في إطار الشطر الثاني من برنامج الشباب التفاعلي الذي يدوم من 30 سبتمبر إلى 4 اكتوبر من السنة الجارية. إلى جانب مشاركة الكشافة الإسلامية الجزائرية في اللقاء العربي الأوروبي المقرر تنظيمه في ماي 2010 بمشاركة 30 دولة، بهدف تسليط الضوء على تجربة الجزائر في محاربة ظاهرة العنف ومراقبة السجون والأحداث.