تم تسجيل 23750 سجينا يزاولون التعليم داخل المؤسسات العقابية بعدما كان هذا العدد لا يتجاوز 2255 مسجلا في بداية الاصلاحات التي شهدها قطاع العدالة سنة 2002. وكشفت الأرقام التي قدمها المدير العام لإدارة السجون السيد مختار فليون يوم الخميس في مداخلته أثناء الورشة الدولية حول دور الحركة الكشفية في إدماج الأحداث والشباب المساجين الاصلاحات التي أولت اهتماما خاصا لترقية برامج التعليم العام بكل أطواره والتكوين المهني والتي عرفت كما قال - منحى تصاعديا من عام لآخر. وأوضح في هذا الصدد أن عدد المساجين المسجلين في برامج التكوين المهني إرتفع من 1676 الى 20852 في 84 تخصصا في نفس الفترة. وأكد السيد فليون أنه في مقدمة الاصلاحات التي مست مجال السجون تم إصدار قانون جديد لإصلاح السجون وإعادة إدماج المحبوسين إجتماعيا مشيرا الى ان هذا القانون رسم سياسة عقابية جديدة من أهم أهدافها إضفاء الشفافية على تسيير السجون والاستعانة بفعاليات المجتمع المدني في برامج إعادة الادماج خلال مرحلة السجن ومرحلة ما بعد الافراج. كما عملت الاصلاحات أيضا يضيف نفس المتدخل - على تحسين ظروف الحبس وأنسنتها من خلال تزويد المؤسسات العقابية بكل الامكانات المادية والبشرية الضرورية وخاصة في الجوانب المتعلقة بالتغذية والإيواء والتغطية الصحية. وسجل في نفس السياق ارتفاع عدد المستخدمين في الأسلاك الطبية من 367 عام 2000 الى 1775 عام 2009 علاوة على تزويد المؤسسات العقابية بالتجهيزات الطبية الضرورية مثل أجهزة الأشعة وكراسي جراحة الأسنان والمخابر وسيارات الاسعاف والأدوية. وبالاضافة الى برامج التعليم والتكوين المهنيين فإن المؤسسات عملت على تكثيف نشاطاتها التربوية والترفيهية والرياضية بما يقلص أوقات الفراغ داخل السجن والعمل على تشجيع المنافسات الفكرية والأدبية والرياضية والثقافية. وعملا بالمبادئ التي كرسها قانون تنظيم السجون وإعادة الادماج قامت وزارة العدل خلال عام 2003 بإبرام اتفاقية تعاون مع منظمة الكشافة الاسلامية الجزائرية بغرض وضع برامج لإعادة إدماج المحبوسين وتوفير تغطية وطنية متواجدة بكل المدن والقرى والأحياء طوال أيام السنة. وتنص هذه الاتفاقية على تنظيم نشاطات داخل المؤسسات العقابية موجهة لفائدة الأحداث والشباب والنساء مع تسطير برامج لمكافحة العنف والمخدرات والتدخين. كما تتضمن هذه البرامج تنظيم مسابقات فكرية وألعاب رياضية بالاضافة الى تقديم خدمات الإصغاء والمساعدة للمفرج عنهم قصد تسهيل عملية إعادة إدماجهم. ولدى تقييمه لهذه التجربة إعتبر السيد فليون أنها كانت «ناجحة للغاية» مشيرا الى أن النتائج ظاهرة للعيان ورقعة نشاطها تتوسع من يوم لآخر وهو ما يدعونا مثلما أضاف - الى أن نقف بجانب قادة وأشبال الكشافة الاسلامية الجزائرية ونشد على أيديهم ونشجعهم على مواصلة عملهم النبيل.