قدّم الأستاذ سعد بورشيد، شروحات مفصّلة عن نشأة الحركة المسرحية في قطر وهذا خلال الندوة التي نشّطها، أوّل أمس، ضمن برنامج ضيف شرف الطبعة السابعة والعشرين لصالون الجزائر الدولي للكتاب. مشيرا إلى تنظيم أنشطة ومهرجانات في الأيام الختامية للسنوات الدراسية في المدارس الحكومية للأولاد والبنات، من خلال العروض الخاصة بالمشاهد القصيرة للدراما، وقد حدث ذلك عاميّ 1954 و1955. أضاف الممثل والمخرج أنّ بداية الأنشطة الثقافية كانت في الأندية الرياضية القطرية مثل "النجاح" الذي يعدّ أوّل ناد رياضي أسّس في قطر، وكان ذاك عام 1950، وقد اندمج بعد ذلك بنادي "الأهلي"، مشيرا إلى أنّ هذه النوادي الرياضية ركّزت على تنظيم الأنشطة الثقافية والفنية بجانب الأنشطة الرياضية، وذلك من خلال العروض الخاصة بالمشاهد المسرحية القصيرة وتشجيع أصحاب المواهب من الشباب القطري في تلك الفترة التاريخية. وتابع المحاضر أنّ المعسكرات الكشفية أيضا ساهمت في إبراز مواهب الطلبة المنضمين إليها، من أبرزهم محمد أبو جسوم، وعلي ميرزا محمود وفالح فايز وعبد العزيز جاسم. كما ذكر بورشيد أنّ نادي "الطليعة" هو أوّل ناد ثقافي مستقل في قطر تأسّس أواخر عام 1959، وانضم إليه عدد معتبر من الشباب الذين أنتجوا أوّل مسرحية قطرية كاملة بعنوان "الفتاش"، والتي طُرحت فيها قضية الشعوذة، أما مسرحية" قطر الماضي والحاضر" فقد كانت السبب في غلق النادي من قبل السلطات الاستعمارية البريطانية، بسبب تناوله لمسألة استفادة المستعمر الأجنبي من عائدات النفط وتسريح الموظفين القطريين بها، ولأوّل مرة تجاوز عدد الجمهور 210 متفرّج، واتّهم كل عامل بالمسرحية بأنّه ضدّ الدولة ليتم إغلاق النادي.` وأضاف بورشيد أنّه في عام 1968، أُسّست الفرقة المسرحية الرسمية لإذاعة قطر وقدّمت أول عمل إذاعي بعنوان "عائلة أبو طحنون"، لتتشكّل بعدها فرقة "الأضواء" المسرحية عام 1976، وانضمت إليها فرقة "السد" وتمت التسمية الرسمية ب«فرقة الدوحة المسرحية" عام 1994. بالمقابل، تحدّث بورشيد عن تأسيس فرقة "الأنوار" المسرحية عام 1966، من قبل الفنان الراحل موسى عبد الرحمن، الذي قام بتشجيع طلبة المدارس الممارسين للمسرح في المهرجانات المدرسية بالانضمام الى الفرقة الشعبية للتمثيل وبعد ذلك تم دمج هذه الفرقة مع فرقة المسرح القطري عام 1994، وتمت تسمية الفرقة باسم "فرقة قطر المسرحية" .كما تم انشاء فرقة مسرح الجزيرة التابع لشركة للبترول من قبل الموظفين العاملين بها، عام 1966. وقد ازدهر النشاط الطلابي المسرحي في الفترة الممتدة من 1967 إلى 1972، وأنتج الطلبة العديد من المسرحيات مثل مسرحية "صقر قريش". في حين من أشهر المسرحيات التي شارك وساهم فيها العديد من الطلبة المنتسبين الى المعهد الديني في فترة الستينات هي مسرحية "عالم وطاغية"، يضيف المتحدّث. كما ذكر بورشيد تأسيس قسم التربية المسرحية بوزارة التربية والتعليم عام 1974 بقرار رسمي من وزير التربية والتعليم آنذاك، الشيخ جاسم بن حمد آل الثاني. كما تم تأسيس البرنامج الأكاديمي للفنون المسرحية بكلية المجتمع في قطر عام 2013، وبدأت الدراسة بكلية المجتمع عام 2016، حيث تُدرس التخصصات الخاصة بالفنون المسرحية، وقد تخرج منها 125 طالب. بينما تأسّس مركز شؤون المسرح عام 2016 للمشاركة في الفعاليات الثقافية بالإضافة إلى إنشاء قسم للفنون المسرحية الخاص بمسرحيات الطفل وذلك من خلال مسرح الدمى.