يربط الكثيرون الزيادة في الوزن بالإقبال على استهلاك مادة الخبز. ويتم التضحية به من الوجبة الغذائية عند اتخاذ قرار الحمية. وعلى الرغم من أنه يُعد من الأغذية التي لا تغيب عن موائد العائلات الجزائرية، فإن البعض يجد صعوبة في التخلي عنه، ويقرر تعويضه ببعض البدائل الغذائية؛ اعتقادا منه أنها لا تسبب الزيادة في الوزن؛ مثل خبز الشعير، أو خبز النخالة، وغيرها من أنواع الخبز التي يتجه إليها أصحاب الحمية. الأخصائي في التغذية كريم مسوس ومن خلال دردشته مع "المساء"، قدّم بعض المفاهيم الصحيحة حول الخبز الأبيض على هامش مشاركته في يوم تحسيسيٍّ حول السكري. قال الأخصائي في التغذية كريم مسوس ونائب رئيس المجلس العلمي للجمعية الوطنية للسكري: "حقيقةً، يُعد الخبز من المواد الغذائية التي تتسبب في الزيادة في الوزن، ولكن الأصح أن السبب في الزيادة في الوزن ليس في تناول الخبز في حد ذاته، وإنما في الكميات التي يتم تناولها مع الوجبة" ، شارحا: "المعروف أن الأسرة الجزائرية ككل، من عشاق مادة الخبز. وكل الوجبات يتم إرفاقها بمادة الخبز. وأحيانا يستهلك الفرد كميات كبيرة من مادة الخبز، خاصة، كما يقال، مع " التغماس " ؛ أي إذا كانت الوجبة بالمرق. وإن غاب الخبز عن المادة، فالمؤكد أن من يتناول الوجبة سرعان ما يتوقف عن الأكل؛ لأن مادة الخبز غير متوفرة، وبالتالي فإن الإشكال في ثقافة الأكل التي تعوّد عليها الفرد، لا في الخبز؛ وبالتالي الخبز لا يسبب الزيادة في الوزن إن تم تناوله بنسب قليلة". من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن مادة الخبز تحتوي على 55 غراما من السكر؛ ما يعادل 220 سعرة، مؤكدا أن مادة الخبز في الحقيقة، لا تتسبب في السمنة، وإنما الإكثار منه هو الذي يتسبب في الزيادة في الوزن، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، يشير المتحدث إلى أن ما ينبغي التنبيه إليه هو أن الأغلبية أصبحت تتخلص من محتوى الخبز؛ أي يتم تفريغه من محتواه، والاحتفاظ فقط، بالقشر الخارجي؛ على اعتبار انه المسؤول أيضا، عن السمنة. ولكن ما لا يعرفه الأغلبية أن قلب الخبز أو ما يُعرف ب "لبابة الخبز" ، تحتوي على نسبة سكر أقل من القشر الخارجي، وبالتالي لا يجب التخلص منها والاكتفاء بالقشر الخارجي، مردفا: "ننصح في هذا الخصوص، بالإبقاء على الخبز كما هو؛ لأن ذلك يساعد على تناول كمية صغيرة، والشعور بالشبع"، مضيفا: "تفريغ الخبز يعني تناول كمية أكبر من القشر الخارجي، وبالتالي نسبة السكري تكون أكثر؛ الأمر الذي يقود إلى الإصابة بالسمنة، ومنه احتمال الإصابة بداء السكري". تناول الخبز لا يُفسد الحمية للراغبين في تقليل الوزن، فإن الخبز، حسب المختص، لا يفسد الحمية إذا كان تناوله بطريقة صحية؛ قطعة خبز كاملة يكون مقاسها كف اليد فقط، مضيفا أن من الخطأ أيضا، تعويض الخبز العادي بالخبز المحمّص؛ لأن هذا الأخير تكون فيه نسبة السكر أكثر من الخبز العادي، وبالتالي يتسبب في الإصابة بالسمنة، مؤكدا أن من الخطأ القول إنّ خبزا معيّنا لا يتسبب في السمنة، وخبز آخر هو المسؤول عن الزيادة في الوزن؛ لأن كل أنواع الخبز تحتوي على نسبة من السكر، ولكن يمكن القول، حسبه، إنّ "هناك أنواعاً من الخبز يُستحسن اختيارها عند الحمية؛ لأن تناول كمية قليلة منها يساعد على الشعور بالشبع. والمؤكد أنه مهما كان، لا يجب التخلي عن تناول الخبز نهائيا من النظام الغذائي؛ لأنه يحتوي على نسبة عالية من النشويات، ولا بدّ إن تم التخلي عنه، من استبداله بمادة أخرى تحتوي على النشويات؛ لأن الجسم يحتاج إلى 55 ٪ من الطاقة الإجمالية التي تأتي من النشويات". وعلى صعيد آخر، أوضح المتحدث أن الخبز عموما كمادة غذائية، غير غني بالألياف والفيتامينات، ويمكن إدراجه ضمن الأغذية غير الصحية. ويُستحسن عدم الإكثار منه. أما في ما يتعلق بالأشخاص الذين يستبدلون الخبز الأبيض بخبز الشعير أو النخالة من أجل التقليل من الوزن، فالمؤكد أن هذا النوع من الخبز يحتوي على نسبة من السكري، إلا أن الميزة التي تجعله مختلفا عن الخبز الأبيض، أنّه مشبِع؛ يكفي، فقط، استهلاك كمية صغيرة منه، وبالتالي يمكن إدخاله ضمن الأغذية المنصوح بها في الحمية. وفي الختام أشار المختص في التغذية، إلى أن الكثيرين يعتقدون أن الخبز دون سكر، خالٍ منه، ولكن في الحقيقة هو خالٍ من سكر الطاولة، ولكنه يحتوي على سكر الفرينة، وسكر السميد، وفيه نسبة عالية من السكري؛ لذا لا بد عند الشراء من الاطلاع على البيانات الموجودة في العلبة.