يعتبر الخبز من أهم المواد الأساسية عند الجزائريين لدرجة أنه أصبح لا يمكن الاستغناء عنه، حتى ولو تطلب تحضيره في المنزل، إلا أن هذا الأخير تحول الى نقمة على الأشخاص الذين يتناولونه بكثرة لما يسببه من مضاعفات صحية، ما جعل ارتفاع أصوات المنادين بضرورة ضبط استهلاك الخبز والعمل على تغيير العادات الاستهلاكية السيئة ، داعين إلى ضرورة تعويض الخبز الأبيض بالأسمر. تعرف صناعة الخبرعدة أنماط وتحسينات، حيث تعتمد كل مخبزة طريقتها الخاصة في صناعته كاختيار المواد الأساسية مثل الخميرة ومحسن الخبز. ولمعرفة رأي المواطنين في مدى استهلاكهم لمادة الخبز، اقتربت» صوت الأحرار« من بعضهم، حيث أكد لنا عمي مصطفى، الذي يبلغ من العمر 61 سنة، أنه مجبر على اقتناء 8 خبزات في اليوم لأن أسرته تتكون من 10 أفراد، مضيفا أن خبز أيام زمان غير الذي عليه الآن، حيث كان يباع بالميزان، كما أن مدة تخميره كانت تستغرق ساعات على الذي عليه اليوم، لافتا إلى أن الخبز الماسي أو» البايت« يصبح كالمطاط في اليوم التالي ويصعب على متناوليه مضغه. وأرجعت وهيبة السبب الرئيسي في الاستهلاك المفرط للخبز في الجزائرإلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأخرى، حيث تضطر العديد من العائلات إلى استبدالها بالخبز المدعم من طرف الدولة باعتباره مادة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، مشيرة الى أن سبب رداءة الخبز يعود الى افتقار الخبازين للحرفية في صناعة الخبز، حيث أن» الصنعة« تتطلب من صاحبها أن يتمتع بالحرفية، ناهيك عن شروط النظافة، التي ينبغي أن تتوفرعليها كل مخبزة. ويرى الأخصائيون في الطب، أن الإفراط في تناول الخبز له أضرار كبيرة على صحة الإنسان، إذ تؤدي إلى السمنة وارتفاع نسبة النشاء في الدم، كما أن المواد الكيميائية والملونة المستخدمة في صناعته تؤدي الى الإصابة بعدة أمراض، مؤكدين أن جسم الفرد بحاجة إلى نظام غذائي متنوع، وقد تختلف الكميات حسب الطاقة المستهلكة في اليوم، بحيث يجب أن تكون هناك علاقة بين كمية الغذاء والحركة التي يقوم بها الفرد في اليوم، وإذا كان الشخص لا يقوم بأي حركة ويكتفي بالجلوس هنا سيتعرض إلى مضاعفات، خاصة وإن كان يتناول مواد غذائية تحتوي على نسبة كبيرة من السكريات، وهو ما يخلف تراكم هذه الأخيرة في الجسم ويضعف أيضا وظيفة البنكرياس. ومن الخطأ - حسبهم- اعتبار الكسرة والمطلوع لا تحتوي على نسبة كبيرة من السكروهذا خطأ، حيث أن جميع أنواع الخبز تسبب في مضاعفات إذا ما تجاوزنا الكمية، وهنا يجب أن نفرق بين الكمية والنوعية، أي وجب على الفرد أن يحترم الكمية المتناولة في اليوم وليس النوعية، حيث أن كل أنواع الخبز مصنوعة من نفس المادة أي القمح، أما بالنسبة لخبز الشعير فالفارق واضح بينه وبين الخبز العادي، حيث أن هذا الأخير من الناحية الصحية ينقص من سرعة دخول السكر في الدم، كون أن سنبلة الشعير يتم طحنها كما هي، عكس الخبز العادي الذي تتم عملية التقشير قبل الطحن. رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي '' على المستهلك أن يقلل من استهلاكه للخبز'' أكد رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي، أن هناك نمطين أساسين في جعل المواطن الجزائري يفرط في استهلاكه للخبز، النمط الأول أنه يحب تناول كل ما له صلة بالعجائن، في حين النمط الثاني يتمثل في السعر المدعم لمادة الخبز والتي تصل إلى 10دج للخبزة الواحدة، مشيرا إلى أن القدرة الشرائية المحدودة لبعض العائلات الجزائرية تجعلهم يقتنون مادة الخبز بكثرة لسعرها المدعم، مؤكدا أنه لو وجد بديل وبنفس الثمن حتما سيقلل المواطن الجزائري من استهلاكه الواسع للخبز. وقال زبدي، أنه رغم نوعية الخبز الرديئة، إلا أن الجزائري يستهلك الخبز بكثرة، داعيا كل عائلة على ضرورة عدم الإفراط في تناوله وذلك حسب المتطلبات والكمية الاستهلاكية اليومية لكل عائلة، أما فيما يتعلق بالشروط الأساسية في صناعة الخبزعلى غرار الوزن، إلى جانب احترام شروط النظافة في كيفية التحضير، وعلى الخبازين -يقول- عدم حذف بعض المواد الأساسية في صناعة الخبز، مطالبا السلطات الأخذ بعين الاعتبار هذه المطالب، وكل إخلال بأي شرط من الشروط يؤدي بصاحبه للتعرض الى عقوبات صارمة.وعن قيام الجمعية بحملات تحسيسية ضد الإفراط في استهلاك الواسع للخبز، قال زبدي، أن جمعيته لم تقم بمثل هذه الحملات، بسبب عدم وجود مواد أخرى بنفس السعر تجعل الجزائري يلجأ إلى شراءها، مشددا على ضرورة تخفيض في أسعار المواد الغذائية حتى يتسنى للمواطنين التنويع في وجباتهم اليومية الغذائية.وعبر زبدي عن استيائه إزاء ظاهرة الرمي العشوائي للخبز، مؤكدا أن جمعية حماية المستهلك، قامت في العديد من المرات ولاتزال لحد اليوم بحملات تحسيسية من أجل ترشيد عملية استهلاك الخبز، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون هناك أنماط استهلاكية صحيحة لأن رمي الخبز في القمامات وفي الشوارع يعتبر أمرا خطيرا من الناحية المادية، إضافة إلى أن الوازع الديني ينبذ هذا السلوك، لاسيما أن الدولة تدعم هذه المادة عن طريق تخصيص مبالغ معتبرة لاقتناء المواد الأساسية التي تصنع منها الخبز. أخصائي التغذية كريم مسوس: ''أنصح بتناول خبز النخالة لأنه يقي من أمراض السرطان'' أفاد كريم مسوس، أخصائي في التغذية، أن مادة الخبز تعتبرمن المواد الغذائية الأساسية لدى المواطن الجزائري الذي يجب عليه أن يتناوله بطريقة صحية، مضيفا أن الخبز الأبيض المصنوع بالفرينة ناقص من حيث القيمة الغذائية عكس الأسمر، حيث تتحول الحبوب المطحونة فيه الى سكر بمجرد دخولها إلى الجسم وبالتالي تؤدي الى ارتفاع نسبة الأنسولين في الجسم، كما أن الإفراط في تناول الخبز يؤدي إلى زيادة الوزن على مستوى البطن خاصة إذا كان مصاحبا بأغذية أخرى ثقيلة. وأكد مسوس، أن الخبز الأسمر المصنوع بالشعير يساعد على المحافظة على الوزن الطبيعي لاحتوائه على نسبة كبيرة من الفيتامينات، كما يستحسن- يقول- تناول خبز النخالة باعتباره من الأغذية الوقائية، والتي تقي من أمراض السرطان.