* ”المايونيز” والمشروبات الجاهزة خطر على صحتكم! أصبحت بدانة الأطفال مشكلا واضحا في مجتمعنا، لتكون العادات الغذائية المتبعة السبب الأول في ذلك، ولتكون هذه الشريحة عرضة لداء السكري في كل الأحيان، حسب ما أكده كريم مسوس، أخصائي التغذية ومرشد صحي لمرضى السكري. جاء اليوم التحسيسي تحت شعار ”الطفل والمرض” من تنظيم جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، وبالتنسيق مع مكتب لجنة الخدمات الاجتماعية، بالمكتبة الوطنية بالحامة في العاصمة. أشار كريم مسوس، أخصائي التغذية ومرشد صحي لمرضى السكري، إلى أن الداء الذي أصاب فئة واسعة من الجزائريين تتوفر مسبباته بكثرة في مجتمعنا، لذا من الضروري عدم التهاون عن الكشف المبكر للداء والضغط الدموي. أما عن النظام الغذائي الصحي، فقد أكد المختص أنه يشمل الأطفال المصابين بالسكري وغير المصابين به، كما أن الغذاء الصحي للمرض لاعلاقة له بال”ريجيم” أو بكمية الغذاء المتناول، إلا أن الحاجيات الغذائية يجب أن تتلاءم مع الطفل حسب الوزن، الطول، الجنس، النشاط الجسماني، الأمراض المرتبطة بالسكري، وكذا النتائج المخبرية. وعلى هذا الأساس فإن كريم مسوس أكد أن غذاء مرض السكري صحي ويعني الجميع، أي حتى غير المصابين به، مؤكدا على ”فطور الصباح” الذي يتهاون فيه البعض، وأن عدم الالتزام به سيعرض الفرد للسمنة، لأن الشعور بالجوع يكون شديدا في الفترة المسائية، ما يجعل الشخص يتناول كمية كبيرة من الطعام ليلا دون فعله لأي نشاط، وهذه عادة غذائية خاطئة. في السياق، تطرق كريم مسوس إلى التغذية الصحية التي يجب أن تلازم المصابين بالسكري وغير المصابين به، كون الاحتياجات الغذائية هي نفسها لدى الطرفين. كما أن المصابين بالداء لن تمنعهم وضعيتهم من التمتع بأنواع الأطعمة المختلفة، شريطة أن يكون تناولها بشكل صحي، حيث أن ما يتم تناوله يصل مباشرة إلى السكر في الدم، واختبارات الغذاء الصحيحة ستساعد على السيطرة على مستوى السكر بالدم، ضغط الدم، الكوليسترول، وهذا ما يجعل الوزن قائما بالشكل الصحيح. تتحدد المبادئ العامة التي تجعل الشخص يتمتع بتشكيلة من الغذاء، في أكل الحبوب، الخبز ومنتجات الحبة الكاملة، الخضر، والثمار، وكذلك تناول منتجات ألبان قليلة الدسم، اللحوم والأطعمة الأكثر طراوة، تكون مجهزة مع قليل أو بلا دهن. إلى جانب ذلك يجب إبقاء وزن الجسم صحيا للتمتع بالنشاط المنتظم والأكل الصحي، ليشدد أخصائي التغذية على ضرورة الحد من كميات الصوديوم، الملح، والكافيين. واستنادا لأخصائي التغذية لجمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، فإن تنظيم وجبات الطعام هي الدليل الذي يخبرنا بأنواع الغذاء الواجب أكلها في وجبات الطعام الأساسية، ولأوقات الوجبات الخفيفة، كما أن هذه الطريقة تتبع من قبل المصابين بالسكري وغير المصابين به. وتشمل الحمية الصحية ما نسبته 20 بالمائة من البروتين، و20 إلى 30 بالمائة من الدهون. كما يجب تناول الكربوهيدرات المتوفرة في الثمار، الخضر، الفاصولياء، الألبان والأطعمة النشوية مثل الخبز. أما البروتين متوفر في اللحم، منتجات الألبان مثل الجبن والياغورت، الفاصولياء، بعض الخضر، الأسماك، الدواجن.. وينصح تناول هذين الأخيرين أكثر من اللحوم الحمراء. كما أكد كريم مسوس أن جميع أنواع الحليب المتوفرة في الأسواق الجزائرية تحتوي على سكر، لكنها لا ترفع نسبة السكر في الدم. ونفس الأمر بالنسبة للخبز، الذي تتواجد في جميع أنواعه مادة السكر، لكنها متفاوتة حسب جودة الخبز المصنوع، ليحتوي 100غ من الخبز المباع لدى الخباّز مقدار 55 غ من السكر، حسب ذات الأخصائي. وينصح بأن يتناول كل شخص قطعة خبز حسب طول يده في الفترة الصباحية. تطرق ذات الأخصائي في معرض محاضرته إلى طريقة تناول المقبلات التقليدية الجزائرية، حيث أن ”الخفاف” و”المسمن” يمكن تناولهما في فترات متفاوتة، بنفس الكمية عند الأطفال سواء المصاب بالسكري أو غير ذلك، في حين أن الزبدة ممنوع طليها بكثرة، خاصة على أطراف قطعة الخبز. وتعود الكثيرون على مواد مكملة للغذاء تستعمل لإضفاء نكهة على الوجبة، لتصبح ضرورية الاستعمال بعد كثرة تناولها لدرجة الإدمان، ويتضح ذلك جليا حين يشعر الشخص أن وجبته ناقصة لعدم تناولها، مثل ”المايونيز”، حسب كريم مسوس، لذا لا يجب الزيادة عن مقدار ملعقة قهوة حين تناولها عند الأطفال. أما قارورات الماء فتغيب عن مائدة طعام بعض الجزائريين، ليستبدلوها بالمشروب الغازي أو العصير الجاهز، ليكون هذا الأخير أخطر على الصحة، علما أن كأس مشروب غازي يساوي 10 قطع سكر. على هذا الأساس، يعتبر كريم مسوس أن مرض السكري لا يقتل، وإنما الجهل بكيفية التعامل مع المرض هو الذي يقتل.