فنان جزائري صنع نجوميته بتواضع كبير، مرهف الأحاسيس ومبدع بطبعه حلّق اسمه عاليا في سماء أغنية المالوف العصرية بتأديته لأغنية سارة التي دوت في كل بيت من بيوت الوطن. أستاذ موسيقى وواحد من أبناء مدينة قسنطينة التي فتحت له ذراعيها واحتضنته، إنه الفنان عبد الحكيم بوعزيز، الذي فتح قلبه ل"المساء" وكشف عن جديده وعن أسرار يدلي بها لأول مرة في هذا الحوار الشيّق. - كيف استطعت أن تحافظ على التواصل مع جمهورك طوال هذه المدة؟ * ليس من السهل أن تكسب قلوب الناس، وهو بالمقابل ليس مستحيلا، فأنا تعودت أن أكون بسيطا في تعاملي مع جمهوري، كما توخيت طيلة سيرتي الفنية الحفاظ على ذلك الحبل الذي يتوطد كلما زاد قربي وحبي من جمهوري، فأنا أحترمه حتى في اختيار الهندام الذي أظهر به في حفلاتي، وهكذا أصبحت نوعاما أتقن التعامل معه. - يوجه الكثير من النقد لمطربي المالوف الذين شوهوا هذا الفن حسب الشيوخ القدماء، فما ردكم على ذلك؟ * أنا أؤمن بشيء واحد مهم، وهو أن وجود الفنان ونجاحه لا يكون إلا بجمهوره، فمادام الجمهور راضيا فأنا كذلك، ولا يهمني مايقال. - ما هي نظرتك التجديدية لأغنية المالوف؟ * أنا لم أغير الآلات الموسيقية، ولاروح هذا الفن، بل غيرت الكلمات، لأن القصائد القديمة لم تعد تناسب هذا العصر، فكان لزاما علي أن أقدم أغاني جديدة تتحدث عن هذا العصر الذي نعيشه، وأعمل على تعديل الكلمات والقصائد التراثية، وأسعى من خلال هذا إلى تطوير المالوف وإسماع صوت قسنطينة بفنها هذا. - هل وجه لك بعض الشيوخ نقدا بصفة محددة، خصوصا وأنك تلقيت الكثير من الملاحظات بعد أغنية سارة؟ * يلومونني طبعا، لأنهم متمسكون بالفترة التي عاشها المالوف وعاشو فيها معه، وأقول لهم بأنه لايجب عليهم فعل ذلك، لأن الظرف الذي تواجدوا فيه صعب، فلم تكن هناك وسائل تسجيل، حيث كان الأستاذ أو الشيخ من الفم إلى الأذن، وأعذرهم رغم أنهم يلوموني لكنني لا ألومهم. - بعد أن أصبح الفيديو كليب شرطا من شروط نجاح الأغنية، هل فكر فناننا دخول غمار هذه التجربة؟ * لقد دخلت فعلا هذه التجربة، فقد اتفقت مع مخرج فيديو كليبات من عنابة للبدء في تصوير أنجح قصائدي القديمة والجديدة مثل "سارة"، و"خليني نروح" و"ياغزال يامليح" وأغنية على قسنطينة، وأخرى على عنابة - هل ساعدت مؤسسة التلفزة الوطنية الفنان عبد الحكيم بوعزيز؟ * على مستوى المقر المركزي للتلفزيون نعم، لكن على مستوى بعض المحطات الجهوية كارثة للأسف، هناك بعض الممارسات البيروقراطية بقيت متجذرة في نفوس مسيّرينا. - ماهو نصيب عنابةوقسنطينة في قلب فناننا، خصوصا وأنت تشارك بقوة في صنع الأفراح والمناسبات العائلية؟ * عنابة فتحت لي ذراعها أكثر من قسنطينة ولهذا أفكر في أن أستقر بشكل نهائي في مدينة عنابة، ثم أعمل على تأسيس مدرسة خاصة لتعليم الموسقى بإذن الله تعالى. - يضع فناننا رقم هاتفه النقال في كل شريط يصدر، ألا يزعجك الجمهور بالاتصال، هل يبقى عبد الحميد بوعزيز منشغلا بالهاتف ليلا نهارا؟ * أنا أكتب رقم هاتفي على كل أشرطتي لأتصل بالجمهور وأتلقى منهم الانتقادات رغم أن هناك من يتحدثون معي بطريقة محرجة، ويصل الحد بانتقادهم إلى اللوم، وخصوصا أنهم يحبون فني وعندما لا تعجبهم بعض الأغاني يبدون ملاحظاتهم. - ألا يثير الاتصال المتكرر لجمهور عبد الحكيم بوعزيز حرجا مع زوجته؟ * في بعض الأحيان (يضحك ثم يواصل) بالفعل يحدث سوء تفاهم وخلاف بسيط، لكن لا علينا. - ماهي الأكلة المفضلة لفناننا؟ * الكفتة هي أكلتي المفضلة، ولهذا كلما اتجهت إلى أي مكان يطهون لي الكفتة.