تقنيون وإعلاميون عرب يرجحون كفة الجزائريين في بلوغ المونديال حزمت المنتخبات العربية لكرة القدم، منذ أشهر، حقائبها، وبدأت رحلة البحث عن مقعد في العرس العالمي، الذي سيقام سنة 2010 في جنوب إفريقيا. ورغم تباين مستويات الفرق في القارتين الآسيوية والإفريقية، غير أن طموحها كان واحدا، وهو حصد أكبر عدد من النقاط في التصفيات المؤهلة للمونديال، لكن وبعد أن بدأت عجلة المنافسات في الدوران، انخفضت أسهم منتخبات وارتفعت أخرى، لتنحصر لائحة المرشحين في ثلاثة فقط، من أصل 15، وبات كل من الخضر (الجزائر)، ونسور قرطاج (تونس)، ومنتخب البحرين أقوى المرشحين لتمثيل العرب في العرس العالمي، في حين خرج المنتخب السعودي من مباراة الملحق، بينما ما زال الفراعنة في دائرة المنافسة، وينتظرون تعثر الجزائريين، أما أسود الأطلس فأضحت مهمتهم شبه مستحيلة في بلوغ مونديال جنوب إفريقيا، فيما خسر صقور الجديان (السودان) مقعدهم لصالح غانا. وبهذا الخصوص قال حمادي حميدوش، نجم الكرة المغربية والمدرب الوطني السابق: "المنتخب الجزائري الأوفر حظا والأكثر ثقة في نفسه لكسب ورقة التأهل إلى المونديال"، مشيرا إلى أن "هذه المجموعة لديها ثلاث سنوات مع المدرب رابح سعدان، وأصبحت تلعب بانسجام وخطوطها متناسقة ومتماسكة". وأكد في المقابل أن "مصر يصعب عليها الفوز بمقعد على حساب الجزائريين، الذين اكتسبوا ثقة كبيرة في أنفسهم، هذه ميزة مهمة جدا في المنافسات، خاصة أنهم فشلوا في مرات سابقة في حضور العرس العالمي". وأبرز حمادي أن "المنتخب الجزائري استفاد من تحسن البطولة المحلية، إلى جانب اعتماد سعدان توليفة من اللاعبين المحليين والأجانب"، موضحا في الوقت نفسه أن "المغرب والسعودية والعراق كانوا من الأكثر المنتخبات التي لم تستفد من الفرص التي أتيحت لها". من جهته، أشار عبد الخالق الوزاني، المدرب الأسبق لأسود الأطلس وعدة فرق محلية، إلى أن "الأقرب إلى مونديال جنوب إفريقيا هم الجزائريونوالتونسيون"، مضيفا أنه "بعدما أسدل الستار على رمضان سنرى المستوى الذي سيكون عليه المنتخبان في الجولات المقبلة، خاصة أنهما يتزعمان مجموعتيهما". وأرجع المستوى الذي ظهر به "الخضر" و"نسور قرطاج" إلى مجموعة من الأسباب، منها العمل الجاد، والتكوين، والاستمرارية، والاستقرار، إلى جانب التسيير والتوجيه"، مبرزا أن "هناك تكاملا بين كل هذا في استراتيجيتهم الكروية". وأضاف قائلا: "الثقة ظلت موضوعة في الإطار الوطني رابع سعدان، رغم تعثر المنتخب في فترات سابقة". أما بالنسبة إلى أسود الأطلس، فأكد عبد الخالق الوزاني أنه "من المستحيل تأهل المنتخب المغربي إلى المونديال"، مشيرا إلى أنه "ارتكب أخطاء وضيع فرصا ثمينة وكثيرة". وذكر أن المنتخب السعودي بدوره لم يستفد نهائيا من الفرص التي أتيحت له، مضيفا أن "الدول العربية لم تضع قاعدة تكوينية لأطرها المحلية، أي الاستثمار في العنصر البشري. وأبرز الوزاني أنه "لو اعتمدت الدول العربية هذا الإجراء لذهبت بعيدا، إذ إن العامل الأساسي هو الاستثمار في الأطر الوطنية، إذ إنه الحل الأمثل لجني ثمار النجاح". من جهته رشح سعد العتيبي المذيع في قناة الجزيرة الرياضية المنتخب الجزائري للتأهل إلى كأس العالم وقال: "الجزائريون هم الأكثر حظا في نيل بطاقة بلوغ المونديال وأنهم يقدمون أداء طيبًا وثابتًا لكن كل شيء في كرة القدم ممكن أن يحصل". وشدد العتيبي على أن تونس في الطريق الصحيح أيضا بعد أن قدمت عروضا رائعة وخرجت بنتائج ممتازة، وقد كان اللاعبون التونسيون بالفعل في الموعد، بخلاف لاعبي منتخبي المغرب والسودان الذين بددوا آمال العرب. وأكد محمد عبد الجواد نجم الكرة السعودية السابق والمحلل الكروي في قناة الجزيرة أن الجزائر هي الأوفر حظا في التأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا لكن منتخب مصر لديه فرصة أيضا مع مراعاة أن الحسابات في كرة القدم تتغير في أي مباراة.. ويرى عبد الجواد أن المنتخب التونسي كان واحدًا من أهم ملامح التصفيات الإفريقية وهو يستحق بالفعل التأهل إلى المونديال، وأغلب الظن أنه سيكون في جنوب أفريقيا. أما نجم الكرة العراقي السابق حارس محمد، فقد اتفق مع رأي محمد عبد الجواد، ففي منافسات أفريقيا أكد أن الجزائر هي الأوفر حظا في نيل البطاقة المؤهلة الى مونديال جنوب أفريقيا، مشيرا إلى أنه لو تمكن أبناء المدرب سعدان من الفوز في المباراة القادمة أمام رواندا وبعدد جيد من الأهداف فستكون بطاقة التأهل من نصيبهم لا محالة. ومن المتوقع أن يستمرالصراع الدائر يبن منتخبي الجزائر ومصر إلى الجولة الأخيرة من التصفيات، التي ستقام يوم 15 نوفمبر، لو فاز كل منهما في مباراته المقبلة، إذ سيواجه "الخضر " المنتخب الرواندي في البليدة، فيما ستلعب مصر أمام زامبيا بملعب "الموت". للتذكير يحتل زملاء زياني المركز الأول في المجموعة الثالثة بعشر نقاط، متبوعين بالفراعنة الذين رفعوا رصيدهم إلى سبع نقاط، بعد فوزهم في المباراة الأخيرة أمام رواندا. وفي المجموعة الرابعة خرج منتخب السودان من التصفيات نهائيا بعد خسارته أمام غانا في مدينة أكرا بهدفين دون رد، وتوقف رصيده عند نقطة واحدة احتل بها المركز الرابع، بينما اقترب التونسيون من الوصول للنهائيات بعد فرضهم التعادل (2-2) على نيجيريا، رافعين رصيدهم إلى ثماني نقاط، ليحتلوا قمة المجموعة الثانية. أما المجموعة الخامسة فيتذيل ترتيبها المغرب بثلاث نقاط، بينما تربع منتخب الكاميرون على العرش برصيد سبع نقاط.