أعلنت وزارة الثقافة مؤخّرا، عن مناقصة وطنية موجّهة لمكاتب الدراسة بغية متابعة أشغال ترميم المركب التاريخي لسيدي عبد الرحمان الثعالبي المعروف ب"سيدي عبد الرحمان" وذلك في بيان نشرته عبر وسائل الإعلام. ويعود ضريح سيدي عبد الرحمان الواقع وسط العاصمة للعلامة الشيخ عبد الرحمان الثعالبي الذي يعدّ واحدا من أهم الشخصيات وأبرزها في تاريخ منطقة المغرب العربي، والذي ظلّ ذائع الصيت وملأ صوته الدنيا والناس، لما اشتهر به من علم ونضال وورع. وقد اقترنت العاصمة باسم سيدي عبد الرحمان الذي يحتل مقامه موقعا استراتيجيا وجميلا يطلّ على البحر، ويتميّز بمعماره الهندسي الأخّاذ، إذ أنّه غاية في الأصالة والتناسق والجمال، ما يدفع الكثير من السواح والفضوليين لزيارته باستمرار، علما أنّ ضريح الثعالبي كان في سنواته الأولى يتوسّط مقامه بين دروب القصبة، لكن بعد الاستقلال أجريت عملية توسيع للمكان، ما حوّل الضريح إلى جهة مستقلة. ويلاحظ الزائر لضريح الثعالبي، تغطيته بتابوت خشبي أخضر اللون ووشاح أخضر، وعلى الجانب، يوجد قبر سيدي أبي جمعة بن الحسين المكناسي، وعند شمال المحراب يوجد قبر السيدة "روزة بنت محمد الخزناجي" زوجة "يحيى آغا" أحد كبار رجالات السراي في ذروة التواجد التركي بالجزائر، وعند منتهى الشمال الشرقي يوجد قبور أخرى لأعلام الدولة العثمانية، بينهم حسن باشا، مصطفى باشا، عمر باشا وأحمد داي. وقد ظلّ الضريح لسنوات عرضة للإهمال والتشويه وتعرّض للحرق في سنوات الأزمة التي عرفتها الجزائر. وكانت وزارة الثقافة قد أكّدت في البيان المذكور أنّ الإعلان موجه لكلّ مكاتب الدراسات ومكاتب الهندسة التي لها خبرة في الترميم، وذلك بعد أن كانت قد سلمت أغلب مشاريع الترميم التي قامت بها منذ فتحها لهذه الورشة الكبيرة (وهي ترميم المعالم الأثرية القديمة) لمكتب دراسات "ايكوتاح" الذي أشرف على انجاز العديد من المشاريع لاسيما ترميم دار عبد اللطيف، الجنان لخضر، الدار الحمراء، ودار محي الدين... مما اكسبها خبرة في هذا المجال الذي كان غائبا عن الجزائر.