أدت ضغوط لجماهير جزائرية، في شبكات التواصل الاجتماعي، إلى إلغاء حفل للراحل الشاب حسني، عبر تقنية "الهولوغرام"، في مدينة الدار البيضاء المغربية، والتي بادرت بها وكالة نشاطات فنية مغربية خاصة، لتقام يوم 5 أفريل المقبل، والتي بدت أنها لم تحترم حقوق الملكية الفنية للراحل الجزائري الشاب حسني، أيقونة الأغنية الرومانسية في الجزائر. أثار إعلان إلغاء الحفل الفني الذي كان مرتقبا، للراحل الشاب حسني، جدلا واسعًا في الأوساط الفنية والجماهيرية. الحفل الذي كان مقررا في 5 أفريل 2025، في استوديو الفنون الحية بالدار البيضاء، انتقادات من الجمهور الجزائري على مواقع التواصل الاجتماعي، لتسجل اعتراضا قويا على غياب الإشارة إلى هوية الراحل الجزائرية في الملصق الرسمي، إضافة إلى وجود مخاوف تتعلق بحقوق التأليف، وحقوق استعمال صورته في صيغة ثلاثية الأبعاد، تحتاج إلى موافقة أسرة الراحل. المطالب الشعبية الجزائرية سرعان ما تم أخذها بعين الاعتبار، حيث ألغت الجهة المنظمة في المغرب الحفل، مساء أول أمس، مرجعة السبب إلى "قيود فنية غير متوقعة"، أو كما ورد في البيان الصحفي، لكن وراء هذا التبرير، دوافع أخرى تتعلق بعمليات نصب وسرقة، سبق لبعض المغاربة ممارستها، إذ حاول البعض استغلال "الهولوغرام" كأداة لاستغلال الذاكرة الفنية و"سرقة" الموروث الثقافي لصالحهم، لكن الشاب حسني، يعد أحد الأيقونات البارزة للموسيقى الجزائرية، ويحظى بشعبية كبيرة إلى اليوم، وحتى بعد اغتياله. إن إلغاء الحفل هو تذكير بالممارسات التي شهدها الماضي، والتي كان فيها بعض الأطراف يحاولون نسب الأعمال الفنية والتاريخية الجزائرية إلى المغرب. هذه الظاهرة ليست جديدة، فقد سبق وأن تم الحديث عن محاولات لسرقة التراث الجزائري، مثلما حدث مع الفلكلور الموسيقي الجزائري، لاسيما موسيقى "الراي" التي تمت محاولات اعتبارها جزءًا من الهوية المغربية. رغم أن موسيقى الراي تعد جزءًا أصيلًا من الثقافة الجزائرية، إلا أن بعض الأطراف سعوا لتبنيها والترويج لها في محافل دولية، على أنها نتاج مغربي. ويُعد هذا النوع من "السرقات الثقافية"، جزءًا من محاولات استخدام الرموز الفنية للترويج للهويات الوطنية، حتى وإن كانت حقوق الملكية الفكرية للأعمال الفنية موجودة، مؤكدة من خلال تصنيفات "اليونسكو"، مثل ما حدث مؤخرا، مع "القفطان"، وسابقا مع "الزليج"، على أنها ملك للموروث الثقافي الجزائري. جدير بالذكر، أن الراحل الشاب حسني يُعد من بين الأسماء العملاقة التي تركت الأثر في قلوب محبي فن الراي الجزائري، ليس في الجزائر فقط، انتشرت شهرته ووصلت إلى قلوب المغاربة أيضا، خاصة بعد اغتياله في 29 سبتمبر 1994.