أدانت اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية بشدة حملات القمع الهمجي التي مارستها قوات الاحتلال المغربي مؤخرا في الأراضي الصحراوية المحتلة في محاولة لإسكات صوت الانتفاضة السلمية.=ودعت المنظمة غير الحكومية الفرنسية الرأي العام الفرنسي والأوروبي إلى ممارسة ضغوطات على حكومات بلدانه لتمكين الشعب الصحراوي من نيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال. وذكرت بالتجاوزات الخطيرة التي تعرض لها مناضلو حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وعمليات القمع الهمجي الذي تعرض له مواطنون صحراويون خرجوا في مسيرات سلمية للمطالبة بحق تقرير المصير في مدن بوجدور والعيون وسمارة المحتلة في الفترة الممتدة من 15 إلى 18 سبتمبر الحالي. وأشارت اللجنة إلى "إصابة رجال ونساء وتعذيبهم ووقوع عمليات اختطاف وتخريب منازل وعمليات توقيف تعسفية ومحاكمات جديدة أسفرت عن إصدار أحكام بغرامات مالية ثقيلة وعقوبات بالسجن النافذ". واعتبرت المنظمة أن "الوضع المأساوي الذي يعانيه الشعب الصحراوي يستوقف الرأي العام" وأنه "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف أمام هذا الوضع الخطير موقف المتفرج والبقاء مكتوف الأيدي". ودعت في هذا السياق كل جمعيات حقوق الإنسان والأحزاب السياسية والنقابات إلى "التدخل لدى الحكومة الفرنسية والسلطات الأوروبية والهيئات الدولية للمطالبة بوقف القمع واحترام الحريات الأساسية في الأراضي الصحراوية المحتلة". كما طالبت بإدراج مسألة حماية حقوق الشعب الصحراوي ضمن صلاحيات بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" وهو المطلب الذي رفعته جبهة البوليزاريو مرارا لكنه لم يلق أذانا صاغية لغاية الآن. تزامنا مع ذلك صادق مؤتمر النقابات الجنوب إفريقية يوم الخميس الأخير على مذكرة جدد فيها دعمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا لمبادئ الشرعية الدولية. وأكد المؤتمر في هذه المذكرة التي تمت المصادقة عليها خلال مؤتمره العاشر على أن حرية البلدان الإفريقية واستقلالها يبقيان غير مكتملتين ما دام الشعب الصحراوي لا يزال يعاني من ويلات الاحتلال. وأشار في هذا السياق إلى أن الاحتلال المغربي للصحراء الغربية يعد انتهاكا للقانون والشرعية الدوليين المقرتين بحق الشعوب المستعمرة في الحرية والاستقلال. ووجه مؤتمر النقابات الجنوب إفريقية نداء ملحا إلى الأممالمتحدة طالبها من خلاله باتخاذ قرار صارم إزاء المغرب يمكن شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه الثابت والمشروع في تقرير المصير عن طريق إجراء استفتاء حر ونزيه. ودعا القوى الكبرى وخاصة الولاياتالمتحدة وفرنسا وإسبانيا إلى جانب الاتحاد الأوروبي إلى وضع حد لسياسة الكيل بمكيالين التي اعتادت هذه القوى على انتهاجها عندما يتعلق الأمر بمعالجة القضية الصحراوية التي طال أمدها كما دعاها إلى وضع حد لنهب الموارد الطبيعية الصحراوية. وأعرب المؤتمر في الأخير عن تضامنه مع حركة التضامن الدولية مع الشعب الصحراوي داعيا إلى مساندة جبهة البوليزاريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي ومساندة الاتحاد العام للعمال الصحراوي من خلال تحسيس الرأي العام الدولي بوضعية حقوق الإنسان المتدهورة في الجزء المحتل من أراضي الصحراء الغربية والظروف المعيشية الصعبة التي يتخبط فيها اللاجئون الصحراويون في مخيمات اللجوء بأقصى الجنوب الجزائري. وتأتي دعوة مؤتمر النقابات الجنوب إفريقية تزامنا مع مطالبة الرئيس الجنوب الإفريقي جاكوب زوما الأممالمتحدة بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لحل النزاع الصحراوي الذي دخل عقده الرابع وذلك خلال تدخله أمام أشغال الجمعية العامة الأممية المنعقد بمدينة نيويوركالأمريكية.