تم إطلاق برنامج البحث العلمي "سبيرال" الخاص بتحديد مواقع المخاطر الزلزالية والمجالات البترولية بأعماق البحار في شمال الجزائر أول أمس على متن الباخرة الفرنسية "أطلانت" بميناء وهران. يندرج هذا البرنامج الذي يطلق عليه تسمية "سبيرال" والذي يختص في البحث حول الزلازل العميقة والتحريات الجهوية بشمال الجزائر في إطار اتفاق شراكة جزائرية - فرنسية في هذا الميدان حسب السيد حفيظ أوراق المدير العام لهيئة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. ويضم هذا برنامج "سبيرال" إلى جانب الطرف الجزائري بالإضافة إلى مديرية البحث العلمي والتطوير التكنولوجي عددا من الهيئات مثل مجمع سوناطراك ومركز البحث الفلكي والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء. ويتضمن الطرف الفرنسي المعهد الفرنسي لبحوث استغلال البحار، المركز الوطني للبحث العلمي، جامعة بريطانيا الشرقية، معهد البحث العلمي للتنمية وجامعة نيس. وأوضح السيد أوراق أن برنامج "سبيرال" يعد الأول من نوعه من حيث جمعه لعدد هام من الباحثين من البلدين، مشيرا إلى أن تمويل هذا المشروع العلمي يتقاسمه الطرفان بالتساوي. ومن جهته؛ ذكر السيد عبد الكريم يلس مدير مركز البحث الفلكي والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء أنه ستتم أول عملية في إطار هذه الشراكة على مستوى السواحل الجزائرية من شرقها إلى غربها وبمعالجة عمق بحري بطول 30 كلم حتى يتسنى الفهم الدقيق للنشاط الزلزالي بالمنطقة باعتبارها مركزا زلزاليا قويا. ويعتبر برنامج "سبيرال" حسب مدير قسم الاستغلال لشركة سوناطراك السيد جمال بكوش مشروعا مكملا لنشاط البحث في المجال البترولي خاصة على مستوى موقعي الاستطلاع بكل من شريط عنابة، تنس ومستغانم. ومن جانبه؛ أوضح رئيس المهمة للطرف الفرنسي السيد دافيد جراندورج أن الأشغال ستتم عن طريق باخرة "أطلانت" والتي ستقوم من خلال عتادها التكنولوجي بتحصيل صور للطبقة الأرضية المعنية بالتحقيق وذلك باستعمال وسائل الاستقبال والاستماع لصوت النشاط الزلزالي بالمنطقة. وحسب نفس المتحدث فإن باخرة "أطلانت" الفرنسية أجرت العديد من المهام العلمية بنجاح عبر مختلف مناطق العالم كان آخرها بالمحيط الأطلسي. وأكد طرفا هذا المشروع أنه إلى جانب تحصيله لمعطيات جيوفيزيائية بحرية وأرضية فإن برنامج "سبيرال" للبحث العلمي سيتكلل بإصدار العديد من البحوث والنشريات العلمية الحديثة في هذا المجال.