شهد ترامواي قسنطينة ارتفاعًا كبيرًا في عدد المسافرين خلال العام الماضي، والذي وصل إلى أكثر من 23 مليون مسافر بنسبة نمو تقدر ب 34% مقارنة بعام 2023، وفقًا لتقرير لجنة النقل بالمجلس الشعبي الولائي، ومع ذلك، أشار التقرير إلى تراجع في جودة الخدمات وتوسع دائرة المشاكل التي تواجه هذه الوسيلة، ما يهدد المكاسب التي حققتها منذ دخولها الخدمة عام 2013. أكد أعضاء لجنة النقل بالمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة وفي تقريرهم حول ملف النقل وتحديدا الترامواي، أن هذا المشروع والذي بدأ بخط واحد يربط بين حي بن عبد المالك رمضان ومدينة علي منجلي، بطول 8.1 كلم وعشر محطات. أصبح ومنذ عام 2013، وسيلة النقل الأكثر استعمالا بين المواطنين، حيث ساهم بشكل كبير في تخفيف الازدحام المروري وتوفير وقت التنقل ومع تزايد الطلب، وهو ما جعل السلطات تعمل على تمديده إلى جامعة عبد الحميد مهري عام 2021، ليصل طوله الإجمالي إلى 18.4 كلم، و أفادت لجنة النقل بأن العمل جارٍ حاليًا على تمخديد الخط نحو التوسعة الغربية (4.6 كلم) وصولًا إلى مطار محمد بوضياف (2.8 كلم)، مع خطوط مستقبلية لربطه بمدينة الخروب وعين السمارة. ازدياد استخدام ترامواي قسنطينة بنسبة 34% وفقًا لتقرير لجنة النقل بالمجلس الشعبي الولائي، فقد قفز عدد المسافرين عبر الترامواي من ثلاثة ملايين و 930 ألف مسافر سنة 2020 بعد تخفيف تدابير الوقاية من تفشي جائحة كورونا إلى أكثر من 9 ملايين مسافر سنة 2021 ليتجاوز أكثر من 11 مليون مسافر سنة 2022 والعدد يتزايد كل شهر وكل عام، حيث قفزت الطاقة الاستيعابية من سنة 2023 أكثر من 17 مليون و 699 ألف مسافر إلى ازيد من 23 مليون و 700 ألف مسافر سنة 2024 أي بنسبة نمو قدرت ب 34 في المائة، ما يعني أن هذه الوسيلة أصبحت تستوعب نسبة كبيرة من المسافرين، وفي نفس الوقت فهي تدر ملايين الدينارات سنويا، إذ قدرت مداخيل هذه الوسيلة سنة 2023 بأكثر من 618 مليون دينار جزائري وقفزت إلى 634 مليون دينار سنة 2024 حيث تحولت فعلا إلى وسيلة النقل الأولى في الولاية بالنظر إلى كونها تربط بين قسنطينة مركز ومدينة علي منجلي وتمر عبر تجمعات سكنية ذات كثافة، ومع ذلك، كشفت اللجنة عن تحديات كبيرة تهدد استمرارية هذه الوسيلة، منها انزلاقات أرضية خطيرة، ونقص الإنارة، وتردي الخدمات في بعض المحطات. نقاط سوداء وتشققات وإهتراءات تنذر بتوقف الخدمات في أي وقت كشف تقرير لجنة النقل التابعة للمجلس الشعبي الولائي، والذي تحوز "المساء" على نسخة منه، عن عدة نقاط سوداء تهدد استمرارية الترامواي، وفي مقدمتها الانزلاقات الأرضية، أين تم تسجيل انزلاقات خطيرة قرب محطة جامعة الإخوة منتوري، حيث تنخفض السكة الحديدية عن مستواها المطلوب، مما قد يؤدي إلى توقف مفاجئ للخدمة. وأشار مدير شركة "سيترام" خلال تدخله، أمام الممتخبين، إلى أن الإجراءات الوقائية تشمل تحديد السرعة ب 5 كلم/ساعة في المنطقة المتضررة، وهو الحال بالنسبة لمشكل نقص الإنارة، إذ أكد أعضاء اللجنة في تقريرهم أن العديد من المحطات تشهد نقصا في الانارة، خاصة في المناطق غير العمرانية مثل محطة العيفور وصولًا إلى مدخل مدينة علي منجلي، مما يعرض المسافرين والعاملين للخطر، متحدثين ايضا في تقريرهم عن تردي الخدمات، حيث لاحظت اللجنة تدهورًا في خدمات بيع التذاكر، إذ تعرضت بعض المكاتب للانهيار، وأصبحت التذاكر تباع في العراء في محطات مثل زواغي والجامعات. أما بالنسبة للأمن فأكد أعضاء اللجنة أن عربات الترامواي والمحطات تشهد اعتداءات وسرقات، خاصة في الأوقات المبكرة والمسائية، مع نقص في أعوان المراقبة والحماية الأمنية. كما يتعرض العاملون للاعتداءات ورشق الحجارة، بالإضافة إلى تخريب كوابل الإنارة. توصيات لجنة النقل لتحسين الخدمة من جهة أخرى رفعت اللجنة الولائية للنقل عديد المقترحات لتحسين الخدمة، حيث قدمت عدة توصيات، أهمها التعجيل بإنشاء لجنة موسعة تقنية وإدارية لمتابعة حالة سكة الترامواي خصوصا في النقاط التي تعرف انزلاقات خطيرة تهدد حياة المسافرين وتنذر بتوقف هذه الوسيلة الهامة عن العمل في أي لحظة، مع العمل على توفير الإنارة العمومية على مستوى بعض النقاط العمرانية خصوصا بمحطات العيفور إلى غاية مدخل مدينة علي منجلي مرورا بجامعة قسنطينة، فضلا عن التعجيل بترميم محطات بيع التذاكر، والعمل على توسيع الخدمة الالكترونية وإعادة تشغيل أجهزة التصديق على التذاكر داخل العربات، وكذا توفير أكبر قدر ممكن من الأمن داخل العربات وفي محيط محطات التوقف وزيادة أعوان الرقابة، وتحديث محطات التوقف على غرار ما يسجل في دول العالم، بحصر منافذ الولوج إلى العربات بإنشاء حواجز رقابة الكترونية بالإضافة الى زيادة حملات التوعية بأهمية هذه الوسيلة ونشر ثقافة الدفع، والتحذير من عواقب التهرب من دفع ثمن التذاكر مع إنشاء جهاز شرطة خاصة بالترامواي للتدخل السريع في حالات المخالفة، مع الحرص على تهيئة محطات التوقف وصيانتها باستمرار من أجل راحة المسافرين وايضا ضرورة تركيب كاميرات المراقبة الخاصة بالترامواي في جميع المحطات ومسالك لسكة تكون تحت إشراف ومراقبة مصالح الأمن.