أشرف السيد عمار تو، وزير النقل أول أمس، على انطلاق الاستغلال غير التجاري لترامواي قسنطينة من دون زبائن، بدءا من محطة بن عبد المالك رمضان بوسط المدينة باتجاه المحطة متعددة الخدمات بحي زواغي سليمان على مسافة 8.5 كلم، مرورا بمحطة جامع الأمير عبد القادر نحو الجامعة المركزية إلى زواغي. وأعلن الوزير عن التاريخ الرسمي لدخول ترامواي قسنطينة الخدمة التجارية، والتي تم تحديدها بالرابع جويلية عشية الاحتفالات بالذكرى ال51 لعيدي الشباب والاستقلال، كما كشف بأن أشغال تمديد خط الترامواي نحو المدينة الجديدة علي منجلي، على بعد حوالي 11 كلم من زواغي والمطار الدولي محمد بوضياف على مسافة حوالي 4 كلم، ستنطلق قبل نهاية هذه السنة، حيث أكد الوزير أن مناقصة الإنجاز الخاصة بالمشروع ستعلن خلال شهر على أبعد تقدير، بعدما تم رصد الغلاف المالي الخاص بها، أما فيما يخص دراسة جدوى التمديد الثانية بين علي منجلي ومدينة الخروب، فقد أكد تو بأنها على وشك الانتهاء. الوزير وخلال إشرافه على تفقد مستودعات المحطة متعددة الخدمات بحي زواغي سليمان، أكد بأن تسعيرة التذاكر التي سيتم تدولها بوسيلة النقل الجديدة على القسنطينين سيتم الكشف عنها في غضون أسبوع إلى عشرة أيام، مضيفا أنه سيتم اللجوء إلى عدة صيغ لبيع التذاكر، موزعة بين البيع بالتذكرة والاشتراك الشهري. وحسب السيد الوزير، الذي كشف عن انطلاق أشغال إنجاز الترامواي في خمس ولايات قبل نهاية سنة 2013، وفي ولاية سادسة مع وبداية 2014 ويتعلق الأمر بولايات سطيف، عنابة، باتنة، سيدي بلعباس ورقلة، ومستغانم، في وقت لا تزال الدراسات جارية في مدن أخرى، حسب السياسة التي اختارتها الدولة في السنوات الأخيرة، والتي تهدف للاعتماد على النقل الكهربائي، وتعويض النقل الذي يعتمد المازوت كمصدر طاقة والذي يكلف باهظا ويلوث البيئة.وسيساهم ترامواي قسنطينة الذي كلف إنجازه حوالي 44 مليار سنتيم خلال دخول مرحلة الاستغلال التجاري، في نقل حوالي 70 ألف مسافر في الساعة عبر 17عربة، بدأ العمل ب8 عربات منها في انتظار دخول كل العربات حيز الخدمة مع مرور الأيام. من جهة أخرى، وفي إطار الاستعداد لانطلاق بدء تشغيل ترامواي قسنطينة، جندت مديرية الأمن الولائي أزيد من مائة شرطي تلقوا تكوينا مهنيا واكتسبوا خبرة زملائهم على مستوى ترامواي الجزائر العاصمة، لتأمين وسيلة النقل هذه، كما تقرر وبقرار بلدي صدر مؤخرا، تطبيق عقوبات صارمة ضد كل من يتسبب في عرقلة سير عربات الترامواي، حيث يعاقب كل من يوقف أو يركن سيارته في طريق الترامواي بحجز مركبته في المحشر لمدة ثمانية أيام. ويضمن هؤلاء تأمين المسار ومحطات التوقف التسع، منذ انطلاق العربات في الساعة الخامسة صباحا وحتى العاشرة ليلا، وذلك من ملعب عبد المالك بوسط المدينة وإلى غاية حي زواغي سليمان، كما سيجند رجال الأمن بالزيين المدني والرسمي للعمل داخل العربات لتأمين المسافرين، مع ضمان التغطية الأمنية في مفترقات الطرق التي يمر عليها الترامواي والمناطق القريبة منه تجنبا لتعرضه للتخريب أو للرشق بالحجارة. وفي نفس سياق الاستعدادات، أطلقت مؤسسة ”سيترام” الفرنسية المشرفة على تسيير الترامواي، حملة تحسيسية تضمنت توزيع منشورات على المواطنين تعرفهم بطريقة التعامل مع الترامواي، كما تم تنظيم أبواب مفتوحة بقصر الثقافة مالك حداد، انطلقت تزامنا مع العيد العالمي للطفولة وتدوم إلى غاية يوم السبت الفارط، الهدف منها تحسيس الأطفال حول استعمال الترامواي من خلال المجسمات الصغيرة لمسار الترامواي وأعمال فنية ومسرحية.