أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى أمس، أن قطاعه انطلق في عملية إحصاء الفلاحين المتضررين من الأمطار الأخيرة بغرض مساعدتهم، مستبشرا في السياق بموسم فلاحي جيد. وقال الوزير في مداخلته ببرنامج "ضيف التحرير" بالقناة الإذاعية الثالثة أن الإنتاج الذي تم تسجيله هذه السنة استثنائي وجيد، وقد ساهم في تقليص نسبة من واردات الجزائر بتسجيل انخفاض حوالي 1.5 مليار دولار لسنة 2009 بالنسبة لمادتي الحليب والحبوب، مؤكدا في الاتجاه أن هناك حركة فيما يخص كل الشعب، وأضاف"نحن في بداية هيكلة مختلف الشُعب والفاعلين.. هو عمل يومي ومتواصل يتطلب من الفلاح إنتاج أفضل وعمل أفضل كما يتطلب إدخال التقنيات الحديثة في نشاطهم الفلاحي" ويعتقد الوزير أنه من خلال هذا العمل سيتمكن قطاعه من رفع وتحسين المستوى الغذائي. وأشار السيد بن عيسى أن هناك عملا هيكليا كبيرا يتوقف أساسا على سلوك كل الفاعلين مؤكدا أنه لدينا مهنيين يدركون جيدا عملهم، ينتجون وينقلون ويسوقون منتوجهم وفق المعايير ولدينا إلى جانب ذلك بعض الظروف التي تتدخل من وقت لآخر في حالة وجود الطلب، وفي حالات خاصة والتي تفسر تشتيت إجراءات الجهود والتقرب من الفلاح، "إذا فكل الجهود التي نقوم بها تتمثل في مرافقة المهنيين الحقيقيين ومساعدتهم على تنظيم أنفسهم تحقيق أهدافهم" يقول الوزير. وفي هذا الشأن أوضح أنه يجب مواكبة الظروف وتنطيم الشعب الفلاحية وهذا الأمر متوقف على مستوى الفلاحين ودرجة استيعابهم للأمور، علما أن الوزارة قامت بإنشاء الدواوين المهنية على غرار الديوان الجزائري لمهنيي للحبوب التي تعد شعبة قديمة لم تعرف أي اضطراب والتي تتواصل في العمل، أما فيما يتعلق بشعبة الحليب التي يمثلها الديوان الوطني للحليب الذي يعد حديثا نوعا ما، "فالحليب لا يمكن الحفاظ عليه كما نريد إلا أن هناك عمل في الميدان لهيكلة الشعبة ولم نشهد أي اضطراب فيما يخص هذه الشعبة". وبخصوص الخضر والفواكه أكد المتحدث، أنه بصدد هيكلة شعبة البطاطا، وهو نفس الأمر بالنسبة للطماطم والزيتون، حيث تم الاتصال مع عدة مهنيين على مستوى مناطق الوسط -فيما يخص شعبة الحمضيات- إذ تتواجد (4 ولايات تنتج 70 بالمائة من هذه المحاصيل هي تيبازة، الجزائر، بومرداس والبليدة)، كما تجري عملية توسيع مناطق إنتاج هذه المحاصيل، في إطار تنظيمي يسمح بتنظيم مختلف الشعب عن طرق المجالس المهنية أو عن طريق الدواوين. وعلى صعيد آخر، كشف السيد بن عيسى أنه سوف يتم رفع قدرة التخزين كما سترتفع إنتاج مختلف المحاصيل الفلاحية وهذا ما يسمح بتوفير آلية تخزين تسمح بالحفاظ على مختلف المحاصيل الفلاحية في أحسن الظروف وننتظر تحسين الظروف من موسم لآخر، وبصفة عامة فالمحاصيل متوفرة وهناك حتى النوعية الجيدة وقد قامت الوزارة بإطلاق منظومة الضبط التي تتطلب مواكبة كل الفاعلين. وتطرق في سياق متصل إلى تطوير نظام التخزين في الجزائر باعتباره مهنة قائمة بحد ذاتها، فقد تم إطلاق دورات تكوينية استفاد منها القائمون والمسيرون لها وهي تركز على تقنيات وأسس التخزين وضرورة المراقبة الدورية لدرجة الحرارة، كما تم وضع إعلان للمستثمرين للاندماج في هذه العملية، ومن جهة أخرى تم استرجاع وتأهيل مخازن التبريد التي كانت تابعة لكل من "أونافلا" و "أونباسا"، وبالتدريج ستحتل هذه الصناعة مكانة هامة في المستقبل وهذا ما سيعم بالفائدة بالنسبة لنظام الضبط ونوعية المنتجات الفلاحية.