وجّه المختصون في التغذية اهتمامهم مع اقتراب شهر رمضان، إلى المصابين ببعض الأمراض المزمنة، خاصة منهم مرضى السكري؛ لتنبيههم إلى جملة من التوجيهات الهامة التي ينبغي لهم الأخذ بها؛ لتجنب الإصابة ببعض المضاعفات الصحية الخطيرة. وفي هذا الخصوص ميّز المختص في التغذية كريم مسوس، بين نوعين من مرضى السكري المرخص لهم الصيام، والمرضى غير المرخص لهم. وحسبه، فإنّ لكل منهم نظاماً لا بد من احترامه في رمضان؛ حفاظا على صحتهم. بالنسبة للفئة التي رغم إصابتها بداء السكري إلا أن الطبيب المعالج يسمح لها بالصيام، هذه الفئة، حسب المختص في التغذية كريم مسوس، لا بد أن تعلم أن أهم قاعدة في الصيام خاصة في الأيام الأولى من رمضان، هي وجبة السحور، التي يجب على مريض السكري أن يحرص كل الحرص على تأخير موعدها قبل أذان الفجر؛ لأن ذلك من شأنه أن يجنبه احتمال انخفاض السكري خلال نهار رمضان. وبالرجوع إلى السنّة النبوية نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينصح بتأخير موعد السحور، وبالتالي هي سنّة وعبادة قبل أن تكون نصيحة. أما في ما يتعلق بوجبة السحور، حسب المختص في التغذية، فيمكن أن تكون كسكسي النخالة أو الشعير مع كأس من الحليب أو رائب، ولكن بكميات قليلة، أو حليب مع قطعة خبز الشعير أو النخالة بحجم راحة اليد، وفاكهة الفصل المتوفرة. وعند حلول موعد الإفطار عليه بالاكتفاء بحبة تمر إن كان معدل السكري أقل من غرام. أما إن كان فوق الغرام فعليه بالاكتفاء بكوب من الماء. ويردف: "أما بالنسبة لوجبة الإفطار فإن كل أنواع الشوربة مسموحة شرط عدم الإفراط في نسبة الدهون والملح عند تحضيرها. وينصَح مريض السكري بشوربة الخضار؛ لأنها غنية بالألياف، وبها أقل نسبة من السعرات الحرارية والسكر" . وفي ما يخص "البوراك" الذي يُعد حضوره ضروريا على مائدة الإفطار، فبالنسبة لمريض السكري يوضح المختص في التغذية، "يُستحسن أن لا يكون مقليا في الزيت، بل محمَّصا في الفرن، وتضاف إليه السبانخ، أو البصل أو البقدونس ". أما بالنسبة للمشروبات المحلاة خاصة الغازية منها فيُستحسن على مريض السكري الصائم، تجنُّبها نهائيا؛ لأنها ترفع معدل السكر في الدم، وتسبب له تذبذبات صحية. وفي المقابل يمكن مريضَ السكري الصائم الاكتفاء ببعض العصائر الطبيعية ولكن دون إفراط؛ لأنها تحتوي، هي الأخرى، على نسب من السكر. ولأن المائدة الرمضانية خلال موعد السهرة لا تخلو من أنواع المغريات؛ ممثلة في قلب اللوز والزلابية وغيرهما من الحلويات المعسّلة، يقول المختص في التغذية: "شعارنا لا ينصح بها؛ لأنها، أصلا، غير صحية. ولكن في المقابل لا نمنعها أيضا"، شارحا: "حقيقةً هي وجبة غير صحية، ولكن استجابة لرغبة المريض يمكنه أن يتناول بعد وجبة غنية بالألياف، القليل من الحلويات الرمضانية أو كما يقال يتذوق منها فقط". ومن الخطوات الصحية الهامة التي يجب على مريض السكري التقيد بها نهار رمضان، ما يتعلق بالحركة؛ قال المختص: "يُستحسن خلال الفترة الممتدة بين الظهر وموعد صلاة المغرب، أن يقلّل من الحركة قدر المستطاع؛ لتجنب هبوط معدل السكري، بينما بعد الإفطار يُنصح بالتحرك بعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار، وخاصة صلاة التراويح، التي تُعد إلى جانب كونها عبادة، رياضة صحية أيضا". وآخر نصيحة يجب على كل مريض سكري أن يحرص عليها خلال شهر رمضان، حسب المختص، هي مراقبة، بصورة مستمرة، مدى توازن السكري خلال نهار رمضان، وإن اشتبه في وجود أي خلل فعليه أن يستشير طبيبه، وأن يتوقف عن الصيام إن شعر ببعض الأعراض الناجمة عن انخفاض السكري في الدم؛ حفاظا على صحته وحياته. وعن الفئة الثانية التي لا يرخص لها الطبيب الصيام، يوضح المختص في التغذية، أنها هي الأخرى معنية باتباع جملة من النصائح الهامة؛ لتجنب الإصابة ببعض المشاكل والتعقيدات الصحية؛ لأن كل المعايير تتغير في رمضان بداية من تغير مواعيد النوم، والتأخر في الاستيقاظ، وتغير مواعيد الوجبات حتى نمط الحياة اليومية يتغير، وبالتالي عليه أيضا، أن يراعي كل هذه المتغيرات، وأن يحرص هو الآخر، على تقسيم الوجبات، وتجنب الأغذية التي ترفع معدل السكري، وأن يراقب معدل السكري بصورة دورية، ويحرص على تناول أدويته.