❊ دعوة لإخراج الأطفال والشاب من البيئة الملوَّثة ❊ دور الإعلام جوهري في تنوير المجتمع حذّر مختصون تناولوا خلال لقاء نظمته جمعية "آلاء" للتنمية الأسرية مؤخرا، حول المخاطر الجديدة التي تهدد الأطفال والشباب معاً، من الطرق والأساليب التي أصبحت توقِع بفلذات الكبد في غفلة من الأبوين، مشيرين إلى طرق مستحدَثة في تعاطي السموم، يُصطلح عليها وسط المدمنين ب"فليكسيلي دمك"؛ من خلال حقن دم المدمن في عروق صاحبه، داعين إلى تضافر جهود كل الفاعلين بداية من الأسرة إلى الإعلام ومختلف الهيئات المعنية؛ لتحصين عماد الأمة ومستقبلها. نظمت جمعية "آلاء" للتنمية الأسرية، ندوة وطنية بعنوان "الأسرة والمخدرات بين الوعي بالمخاطر والحماية الوقائية والقانونية"، بحضور أخصائيين في مجالات عدة، ضمن حملات تقودها لحماية المجتمع من المخاطر التي تهدد أمنه واستقراره، وعلى رأسها المخدرات. وأوضحت، في هذا الشأن، الدكتورة لطيفة العرجوم، رئيسة الجمعية ل "المساء"، أن الأسرة تشهد الكثير من التحديات التي تزعزع استقرارها، وهو ما يستوجب "تكاتف جهود الجميع؛ لإخراجها إلى بر الأمان". وأوضحت العرجوم خلال كلمتها الافتتاحية، أن هذه الندوة ضمن سلسلة الحملات التحسيسية التي أطلقتها، وتواصل تحضيرها الجمعية في إطار شعارها "نعم من أجل مجتمع خال من المخدرات"، لا سيما بعد الانتشار الرهيب لهذه الآفة الخطيرة التي تنخر النسيج الاجتماعي، وتستهدف شبابها على وجه الخصوص، موضحة أن حماية الأبناء من هاجس المخدرات وأضرارها مسؤولية جماعية، ومؤكدة أن تعزيز القيم الإيجابية والعمل في باب الوقاية؛ من أجل حماية الأجيال القادمة من الأخطار المختلفة. وقالت إن الأسرة تُعد المسؤول الأول والرئيس عن الوقاية والحماية؛ لأنها المساهم الأول في دعم برامج التوعية والتأهيل، وتشجيع الأفراد على اتخاذ قرارات مسؤولة تجاه حياتهم ومستقبلهم؛ من أجل مجتمع خال من المخدرات. ملء فراغ الطفل وتثقيفه ضرورة قالت الأخصائية الاجتماعية أمينة الدويبي في مداخلتها، إنّ للتنشئة الاجتماعية دوراً هاما في البناء الاجتماعي السليم، مؤكدة أن المتابعة والمراقبة الأبوية والتوجيه أمر ضروري للحماية من مخاطر المخدرات والآفات الاجتماعية، ومنبهة إلى أهمية الحوار والاستماع للأبناء جيدا، وفهمهم، وتوجيههم، واحترام خياراتهم، مع توسيع معارفهم، وتنبيههم للأخطار المحدّقة بهم؛ من خلال مدهم بالمعلومات الكافية حول المخدرات وأنواعها، وعدم قبول أخذ الأشياء والحلوى من الغريب، خصوصا أن هذه الآفة طالت المدارس، ومست البنات أيضا. وحثت المختصة في هذا السياق، على ضرورة ملء فراغ الطفل والمراهق بما ينفع وينمّي مهاراته الإبداعية، وتحذيره من عواقب الوقوع بين فك المخدرات الصحية والقانونية. من جهته، تطرق الشيخ عبد الباسط طاهري، لضرورة إشباع الأبناء بالقيم السامية والأخلاق الراقية، وحمايتهم من كل ما يفسد عقولهم أو أخلاقهم؛ على غرار الصحبة الفاسدة؛ قائلا: "إن الصاحب ساحب"، ومؤكدا على أهمية التربية الصحيحة، والقدوة الحسنة؛ من خلال الأمر بالمعروف، والنهي عن الفحشاء والمنكر، وحمايتهم من الآفات الاجتماعية بأنواعها، وموضحا أن مقاصد الشريعة الإسلامية واضحة؛ فهي تحمي الدين، والنفس، والعقل، والعرض والمال، ومنه فحماية الأبناء من كل المخاطر واجب. للإعلام دور أساسي في الحماية أكدت الإعلامية شريفة يعقوبي في مداخلتها، أن الأسرة تُعد خط الدفاع الأول لمواجهة آفة المخدرات، وأنها تواجه صعوبات كبيرة أمام تفاقم الظاهرة، مؤكدة على دور الإعلام الواسع في التحسيس، والوقاية، والتثقيف، لا سيما أن وسائل الإعلام تعتمد على آخر تكنولوجيا؛ ما يسمح بعرض ربورتاجات وأفلام وثائقية حول الآفة، وكذا فضح الطرق الجديدة في الاستدراج؛ بغرض توعية الأسر بالخطر المحدّق بأبنائها. "فليكسيلي دمك" !... من جهتها، تطرقت المحامية منيرة عيبوش، لأنواع المخدرات التي تستهدف الشباب والمراهقين. وأكثرها رواجا أقراص "البريغابالين" و"ليريكا" . وآخرها طريقة" فليكسيلي دمك"، التي يتم خلالها السحب من دم الشخص الذي تناول الهروين، وحقنه في دم أصدقائه؛ ما يعرّض الشخص للإصابة بالإيدز، أو التهاب الكبد الفيروسي، أو غيرها من الأمراض المعدية، علاوة على خطر الموت المفاجئ.