لاتزال عملية تزويد ولاية قسنطينة باللحوم الحمراء المستوردة، مستمرة دون توقف، تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية، الذي أمر بدعم الأسواق بكميات كافية من اللحوم بأسعار مدعمة؛ للحد من الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم المحلية، التي شهدت ارتفاعا ملحوظاً في الفترة الأخيرة. وأكدت رئيسة مصلحة ملاحظة السوق والإعلام الاقتصادي بمديرية التجارة وترقية الصادرات بالولاية، نبيلة زبيري، أن عمليات استيراد اللحوم لن تنقطع حتى بعد انقضاء شهر رمضان، مشيرة إلى أن هذه المبادرة الرئاسية لم تعد مقتصرة على الشهر الفضيل فحسب، بل تمتد إلى ما بعده، عبر شحنات جديدة تشمل أعداداً كبيرة من رؤوس العجول، بهدف كبح الأسعار، وضمان وصول اللحوم إلى المواطنين بأسعار مناسبة وصحية. وكشفت المسؤولة ل"المساء" عن تسجيل مصالح المديرية دخول أكثر من 238913.48كلغ من اللحوم المستوردة، منها92351.26 كلغ من لحم الغنم، و146562.22 كلغ من لحم العجل منذ بداية شهر رمضان، تم توزيعها عبر 99 نقطة بيع منتشرة عبر جميع بلديات الولاية 12. وأوضحت المتحدثة أن بلدية الخروب تأتي في المقدمة، نظراً لاحتوائها على المقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي، بالإضافة إلى بلديات أخرى مثل مسعود بوجريو، وحامة بوزيان، وابن باديس... وغيرها من البلديات، مشيرة إلى أن شبكة التوزيع شملت الأسواق الجوارية المنظمة من قبل مديرية التجارة، وكذلك تجار التجزئة، لضمان وصول اللحوم للمواطنين بالأسعار المحددة، مع سهولة مراقبتها ومتابعتها. وأشارت السيدة زبيري إلى أن العملية الخاصة ببيع اللحوم المستوردة، شهدت إقبالاً متزايداً من قبل المواطنين، خاصة بعد ارتفاع عدد المستوردين من واحد إلى أربعة مستوردين، ما ساهم في تعزيز المنافسة، وتوفير كميات أكبر. أما بالنسبة للأسعار فقد بلغ سعر كيلوغرام لحم العجل المحلي، 1750 دينار مقابل 1350 دينار للمستورد، في حين وصل سعر لحم الخروف المحلي إلى 2900 دينار مقابل 2050 دينار، و2010 دينار للخروف المستورد. ومن جهة أخرى، كشفت المتحدثة عن قيام أعوان الرقابة وقمع الغش التابعين لمديرية التجارة وترقية الصادرات، ب 428 تدخّل ميداني منذ بداية رمضان، أسفرت عن تسجيل 58 مخالفة، و56 محضر متابعة قضائية، إضافة إلى إغلاق 3 محلات إداريا، وحجز 1417.65 كيلوغرام من اللحوم غير المطابقة للمعايير الصحية، بقيمة إجمالية بلغت 606333 دينار. وأعرب العديد من المواطنين عن ارتياحهم لوفرة اللحوم المستوردة، مؤكدين أنها ساهمت في تخفيف العبء عن ميزانياتهم، حيث أصبح الكثيرون يعتمدون عليها بدلاً من اللحوم المحلية مرتفعة الثمن. وأشاروا إلى أنهم لا يشترونها في رمضان فحسب، بل حتى في المناسبات والأعياد، ما يعكس ثقة متزايدة في جودتها، موضحين أن هذه اللحوم المستوردة ساهمت بفضل أسعارها التنافسية، في انخفاض محسوس في أسعار اللحوم المحلية، حيث اضطر التجار لتعديل أسعارهم لتكون في متناول المواطن، ما خفف من حدة الارتفاع الذي شهدته الأسواق سابقاً. وهذا يعكس نجاح السياسة الحكومية في تحقيق التوازن بالسوق.