"سوناطراك" تضع خبرة 60 سنة تحت تصرّف دول جدّد وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، أمس بالجزائر العاصمة، التأكيد على الالتزام الراسخ للجزائر بدعم الدول الإفريقية في مجال المحروقات وصناعة النفط والغاز، عبر تقاسم خبرتها التي تتجاوز الستين سنة، وذلك بوضع معاهدها الرائدة كالمعهد الجزائري للبترول، تحت تصرّف البلدان الإفريقية. قال وزير الدولة محمد عرقاب إن الجزائر، من خلال شركتها الوطنية للمحروقات "سوناطراك"، تضع الابتكار والبحث والتطوير في قلب رؤيتها الاستراتيجية، موضحا خلال كلمة افتتاحية ألقاها بمناسبة انعقاد الاجتماع الثاني لمنتدى مراكز البحث العلمي والابتكار والتطوير التكنولوجي للدول الأعضاء في المنظمة الإفريقية لمنتجي النفط "أبو"، أن الهدف من هذه الاستراتيجية ليس فقط تحقيق النمو الاقتصادي الوطني، بل المساهمة الفعّالة أيضا في بناء مستقبل مزدهر ومتكامل للقارة. وأبرز عرقاب أن الجزائر تظل وفية لالتزامها تجاه تنمية القارة الإفريقية، مسجّلا بأنها تعمل بلا كلل على تعزيز التعاون والشراكات مع الدول الإفريقية في عديد المجالات، على رأسها قطاع الطاقة، وذلك في إطار سياسة استباقية ترمي إلى تعزيز النمو المشترك. وذكر الوزير في هذا السياق بأن الجزائر آمنت منذ تأسيس منظمة الدول الإفريقية المنتجة للنفط سنة 1987، بأهمية العمل الإفريقي المشترك، ولذلك تواصل هذا الالتزام من خلال تبني رؤية استراتيجية تثمّن التعاون العلمي والابتكار كرافعة أساسية للتنمية المستدامة في قطاع الطاقة. وخلال تطرّقه إلى الطبعة الثانية من المنتدى، قال عرقاب إن تنظيم هذه الطبعة تحت شعار: "الابتكار والتعاون"، يترجم بشكل جلي الإرادة الجماعية في بناء شراكات قائمة على المعرفة والممارسات الفضلى، من أجل استغلال مسؤول وفعّال للموارد الطبيعية في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بالتحوّل الطاقوي والتغيرات المناخية. وشدّد عرقاب على الدور الريادي الذي تلعبه شركة سوناطراك في تجسيد هذه الرؤية، من خلال استراتيجية طموحة للبحث والتطوير أثمرت في ظرف ثلاث سنوات فقط، حسبما أعلنه الوزير، تسجيل نحو ثلاثين براءة اختراع، بعد أن كان عددها لا يتجاوز الواحدة فقط سنة 2020، كما تم إطلاق ما يقارب الأربعين مشروعا بحثيا، يجسد أكثر من 70% منها في إطار شراكات وطنية ودولية. وأفاد الوزير بأن هذه الديناميكية ترجمت في الميدان من خلال إبرام اتفاقيات إطار مع سبع جامعات جزائرية، تهدف إلى إنشاء مختبرات بحثية مختلطة، وتعزيز الربط بين الجامعة والصناعة، للإسهام في تحقيق الأمن الطاقوي والتحوّل نحو نموذج طاقوي مستدام. بدورهم، أجمع المتدخّلون في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، على أهمية الدور الذي تلعبه الجزائر لتعزيز الصناعة الطاقوية في إفريقيا وكذا دعم الابتكار والتطوير التكنولوجي، حيث أعرب الأمين العام للمنظمة الإفريقية لمنتجي النفط عمر فاروق إبراهيم، عن الامتنان لرئيس الجمهورية، على الدعم المتواصل الذي تقدّمه الجزائر للمنظمة منذ تأسيسها قبل 38 عاما. من جانبه، أوضح رشيد حشيشي الرئيس المدير العام لسوناطراك التي تسلّمت من شركة سونانغول الأنغولية رئاسة منتدى مراكز البحث والتطوير والابتكار، أنّ هذا الحدث محطة أساسية في مسار الالتزام المشترك من أجل استغلال مسؤول ومستدام ومبتكر للموارد الطاقوية والانتقال تدريجيا إلى التحكم في استخدام التكنولوجيات القائمة، والتوجّه نحو الابتكار لخلق تكنولوجيا خاصة بالقارة. وأضاف حشيشي أن الطموح المشترك اليوم يتجاوز إطار هذا اللقاء، قائلا "إننا نأمل في تأسيس أقطاب حقيقية للامتياز، ومراكز للابتكار تسمح لخبرائنا وباحثينا بالعمل على رفع التحديات الخاصة بقارتنا.. من خلال التركيز على ثلاثة محاور رئيسية هي الابتكار التكنولوجي، تعزيز الكفاءات القارية وأخذ الرهانات البيئية والطاقية بعين الاعتبار".