قال الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل أمس بطرابلس خلال مداخلة ألقاها في اليوم الأول لاجتماع الدورة ال13 للجنة الدائمة للتعاون العربي-الإفريقي التي انطلقت أشغاله أمس أن الشرف والشعور بالواجب يحتمان على إفريقيا اليوم استنكار وشجب السلوك الإسرائيلي في فلسطين. وأضاف السيد مساهل "إن الشرف والشعور بالواجب يحتمان على إفريقيا استنكار وشجب هذا السلوك الإسرائيلي المنافي للأخلاق ولمبادئ القانون الدولي والذي اعتمدته هذه الدولة كأسلوب حكم في سائر الأراضي العربية المحتلة". وأشار أن الشعب الفلسطيني لا زال يعاني من ويلات الاحتلال الإسرائيلي في ظل أوضاع إنسانية مأساوية يطبعها تنكر دائم لحقوق الإنسان وانتهاكات بشعة لها بلغت ذروتها خلال الحرب المدمرة التي فرضتها إسرائيل على غزة وشعبها الأبي والتي كشف "تقرير غولدستون" مدى فضاعتها. وبعد أن أشار إلى أن إنعقاد هذه الدورة يعزز إثراء مضامين العلاقات العربية الإفريقية...وذلك من منطلق الوفاء لروح ومبادئ بيان القمة العربية-الإفريقية الأولى لسنة 1977، أوضح السيد مساهل أنه "إذا كانت مرحلة تحرر شعوبنا من نير الاستعمار باسم مبدأ الحق في تقرير المصير والعدالة والمساواة تعد بمثابة العصر الذهبي للتضامن العربي-الإفريقي فإنه يتعين علينا اليوم أن نجدد العهد بذات العزيمة بهذه المبادئ والقيم للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني". وفي حديثه عن الشراكة العربية-الإفريقية التي -كما قال- يجب أن تستوحي أسسها من المبادئ والقيم التي شكلت الركيزة الثابتة للعلاقات بين الشعوب، أوضح السيد مساهل أن التعاون بين الطرفين قطع أشواطا هامة وسجل إنجازات معتبرة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. واعتبر أن هذه العلاقات تقتضي صياغة فضاء مشترك للتعاون والتضامن يرقى لمستوى التحديات والرهانات العالمية وما تخلفه من تداعيات على أوضاع دولنا السياسية والأمنية والاقتصادية آخذين في الحسبان الطاقات الهائلة التي تزخر بها مجموعاتنا. كما أكد مجددا إيمان الجزائر القوي بأنه محكوم على العرب والأفارقة العمل معا على تسوية الخلافات وإزالة بؤر التوتر في المنطقة العربية والإفريقية بمعالجة مسبباتها في المقام الأول وصولا إلى ضمان السلم والأمن الذي يستحيل في غيابه الرهان على تحقيق التقدم والتنمية. وفي الشأن السوداني عبر السيد مساهل عن ارتياحه لما حققته اللجنة الوزارية العربية الإفريقية المشتركة برئاسة قطر لتفعيل مسار السلام في دارفور الذي ستنطلق أشغاله من جديد في الأيام القادمة آملا في أن تسفر على حلول جدية تجعل حدا لهذا الصراع. ومن جهة أخرى نوه بمبادرة الاتحاد الإفريقي بنشر قوات حفظ السلام في الصومال معتبرا إياها بمثابة مجهود جبار لا يستغني في كل الأحوال عن الدعم العربي والدولي له على حد سواء. وفيما يخص مخاطر الإرهاب التي تواجهها المجموعتين العربية والإفريقية، ذكر السيد مساهل بالقرار الذي بادرت به المجموعة الإفريقية خلال القمة الإفريقية الأخيرة بسرت بإقتراح من الجزائر والذي يجرم دفع الفدية للجماعات الإرهابية. وأشار إلى أن إفريقيا سعت بصوت واحد للعمل على مستوى الأممالمتحدة من أجل تحويل هذه المبادرة الإفريقية إلى موقف دولي يسعى إلى تقوية التشريع الدولي ذات الصلة في إطار الأممالمتحدة. وفيما يخص إصلاح الأممالمتحدة وخاصة مجلس الأمن، أكد السيد مساهل على أهمية تقريب وجهات نظر المجموعة العربية والإفريقية تحسبا لحسم هذه المسألة في الأممالمتحدة، مشيرا أن الاتحاد الأفريقي قد بلور موقفه بوضوح في إطار مبادرة "ايزولويني" بما يمثل مرجعية وحيدة لإفريقيا في هذا الشأن.