عقدت لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الشعبي الوطني أمس لقاء تنسيقيا جمع أعضاءها بأعضاء اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي لتقييم النتائج التي خلصت إليها اللجنة الرابعة الأممية الخاصة بتصفية الاستعمار حول القضية الصحراوية والتي جددت دعمها لمواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية سلمية تفضي إلى ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وقال عبد الحميد سي عفيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان أن اللقاء يندرج في إطار سلسلة من اللقاءات تعقد بالتنسيق مع اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي التي يترأسها محرز العماري من أجل التحسيس أكثر بعدالة القضية الصحراوية على مستوى الرأي العام الدولي والتركيز على دور البرلمانيين والمنتخبين الجزائريين لإيصال صوت القضية إلى مختلف أنحاء العالم. وأضاف أن الهدف من هذه اللقاءات هو التعريف بموقف الشعب الجزائري الذي لا يختلف عن الموقف الرسمي الداعم للقضية الصحراوية والمدافع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية المقرة بأحقية الشعوب المستعمرة في اختيار مصيرها. وأكد أن كل النشاطات التي تقوم بها اللجنة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني الجزائري تندرج ضمن مبدأ عام وهو مساعدة الشعوب المستعمَرة على نيل استقلالها واسترجاع حقوقها المغتصبة. وأعرب مسؤول لجنة الشؤون الخارجية في الغرفة السفلى للبرلمان عن ارتياح هذه الأخيرة للنتائج الإيجابية التي خلصت إليها نقاشات اللجنة الرابعة الأممية حول تصفية الاستعمار فيما يتعلق بالنزاع في الصحراء الغربية، والتي جددت التأكيد على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ودعت الجمعية العامة الأممية إلى دعم مسار المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب من أجل تسوية آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وفي هذا السياق ذكر سي عفيف بموقف الجزائر التي رحبت باللائحة الجديدة وأكدت أنها استمرار لباقي اللوائح الأممية السابقة وتنصب في إطار الشرعية الدولية. وندد في الأخير بالاعتقال غير القانوني الذي تعرض له سبعة حقوقيين صحراويين مؤخرا من قبل قوات الأمن المغربية مباشرة بعد نزولهم في مطار الدارالبيضاء لا لسبب إلا لأنهم قاموا بزيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين. من جانبه اعتبر محرز العماري رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي أن اللقاء التنسيقي يأتي قي ظرف مميز بعد مصادقة اللجنة الرابعة الأممية بالإجماع على لائحتها المؤكدة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من جهة ومن جهة ثانية التصعيد الخطير الذي تمارسه قوات الاحتلال المغربي ضد المدنيين والحقوقيين الصحراويين في المدن المحتلة. وأعلن العماري عن مجموعة من النشاطات التي تندرج في إطار تحسيس الرأي العام العالمي بعدالة القضية الصحراوية منها الندوة المقرر تنظيمها من 20 إلى 22 نوفمبر المقبل في مدينة برشلونة الاسبانية، إضافة إلى احتضان الجزائر يومي 12و13 ديسمبر المقبل ندوة دولية للمدن التوأمة مع مدن الصحراء الغربية يحضرها حوالي 300 منتخب يمثلون بلدانا مختلفة. كما ستحتضن في 14 ديسمبر ندوة اللجنة التنفيذية للدول الإفريقية. من جانبه أعلن طيب الهواري رئيس اللجنة البرلمانية للصداقة والإخوة مع الشعب الصحراوي عن إمضاء اتفاقية التعاون البرلماني بمنطقة تيفاريتي المحررة نهاية العام الجاري قال أنها تندرج في إطار إعطاء البعد الشعبي ونقل صوت الانتفاضة السلمية في المدن المحتلة. وفي سياق اطلاع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية على النقاشات التي شهدتها أشغال اللجنة الرابعة الأممية أكدت مايا ساحلي أستاذة القانون الدولي التي قدمت عرضا تاريخيا حول النزاع الصحراوي أن اللائحة الأخيرة تندرج في إطار الاعتراف بحق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره وهو ما يعني أن تسوية النزاع تتم عبر تنظيم استفتاء حر ونزية يشمل كافة الأراضي الصحراوية. من جانبه تطرق الحاج بن صغير رئيس الهلال الأحمر الجزائري إلى الجانب الإنساني لمأساة اللاجئين الصحراويين وقال أن ملف اللاجئين الصحراويين يبقى الأقدم المطروح على طاولة المفوضية السامية للاجئين منذ أكثر من 30 سنة.